المقالات

رسالة مفتوحة الى سياسي أجرب..!

1968 2018-03-11

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

قبل أن ارسل رسالتي الى المرسل اليه، أود أن أبين أنها موجهة الى سياسي بعينه، كما هي موجهة الى أشباهه من الساسة؛ الذين نزوا على ظهورنا في غفلة من الزمان، والأمر متروك للقاريء أن يخمن المقصود، أو أن يرسم في رأسه ملامح لأحدهم.

الرسالة:

منذ خمسة عشر عاما؛ وانت تمارس العمل السياسي، وأدرت مفاصلا مهمة في الدولة العراقية، وخلال هذه السنوات المترعة بالدماء والأشلاء، كنت وصورتك وتصريحاتك تلاحقنا حيثما نكون، وكنت شاغل الدنيا ومالئها، وكنا نراك على شاشات التلفزيون، وعلى صفحات الجرائد، وفي بوسترات الدعاية الانتخابية.

خلال تلك السنوات التي مرت علينا عجافا، ولم تكن عليك إلا خفافا، رأيناك متشبثا بكراسيك العديدة، لا تقوم من واحد إلا لتجلس على آخر، بل أحيانا كنت تجلس على أكثر من كرسي..ترى كم مؤخرة تمتلك؟!

انت ايها الرجل الذي يعلو وجهه المتفخ سحتا، شعر مصفف بعناية فائقة، مصبوغ بلون أسود، كلون حذاء دبلوماسي ذاهب الى حفل رسمي، سمعنا حديثك وسمعنا منك نقيضه..ترى كم لسان تمتلك؟!

حدثتنا كثيرا عن المستقبل، وعن الوطن وبناءه، وعن الدولة المؤسساتية، لكن أحاديثك كانت عبارة عن خواء فكري، وإملاء للزمن برغاء ليس له معنى ملموس، لأنك كنت دوما تفعل خلاف ما تقول، ورأينا ايضا مواقفك التي كنت تغيرها كل لحظة، دون أن تدري أو كنت تدري بقباحة فجة، لأنك صاحب مدرسة سياسية عريقة؛ هي المدرسة الحربائية!

كنت تكذب في كل مرة، وكنت تصدق كذباتك المتتالية، وكنت تعتقد اننا نصدقك، ونصدق أوهامك و"همبلاتك" الجوفاء، وإدعاءاتك الفارغة، وكنا نستمع الى خطاباتك؛ التي نجحت أول ألأمر ان تسوق نفسك بها، لكنك هذه المرة ستفشل  فشلا ذريعا، لأن لا جديد لديك، فقد جربناك خمسة عشر عاما، والأجرب لا يجرب..!

كنت تحدثنا وكأنك لا تخطئ كبني البشر، ونسيت أو تناسيت عمدا كما هو ديدنك؛ أن الخطأ فعل إنساني له أسبابه ومبرراته، وأن السياسة كعمل يومي يباشره البشر قابلة للخطأ، ولكن العزة بالأثم تأخذك دوما؛ فأدعيت العصمة، مع أن رصيد "موبايل" الثقة فيك قد إنتهى لأنك كذاب أشر.

الكرسي؛ هذا الكائن اللعين الذي دمر البشرية، كنت توهمنا مرارا أنك ستتوب من "بلية" حبه، وكنت دوما تصنع الوهم، حينما كنت تتحدث عن ضرورة تجديد النخب، وضرورة فسح المجال أمام الشباب؛ لكننا كنا نصحو صباحا، على تمسكك أنت وأسرتك وحزبك بما أستحوذتم عليه، وعضضتم عليه بالنواجذ؛ حتى صيرتموه ملكا عضوضا.

ألا ترى أن عليك إعادة التفكير؛ فيما "أقترفته" بحق نفسك؟ ألا يشينك وأنت ترى "إخوانك" يبتعدون عنك، لأنك لم تعد "أخا" لهم؟ بعد أن ضحيت بهم واحدا تلو آخر، في سبيل بقائك على رأس حزب أو وزارة، أو كرسي تمثيل الشعب.

أنت الآن جثة لسياسي أجرب لن نجربه مرة أخرى، وسندفنك ومعك كرسيك اللعين.

كلام قبل السلام: قصدت بـمفردة "الأجرب" معنى المجرب، لكن القلم سبق العقل، لأنك بلا حياء، والحياء قطرة وليس جرة، ومن تقع منه هذه القطرة يصبح أجربا..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك