المقالات

إنتزاع ورقة التوت...!

2037 2018-02-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

دعوني أستذكر معكم؛ بعضا من الملامح الأيجابية، لمسيرة السنوات الفائتة، فليس كل الزمن الذي مضى زمنا سيئا..!

المحتل الأمريكي خرج من العراق رسميا، وذلك في أواخر عام 2011، إلا أنه شأن جميع الإحتلالات الأخرى، وفي أي مكان بالعالم، ترك آثاره وذيوله على الساحة العراقية، إذ ما نزال نلمس هنا وهناك تاثيراته وآثاره..

الحقيقة التي يعرفها الأمريكان، أننا نجحنا نجاحا تراكميا، في ترسيخ قيم الديمقراطية في بلدنا، وأنجزنا إنشاء بنية الديمقراطية المؤسسية، في ظروف بالغة التعقيد، فبلدنا "كان" محتلا من قبلهم، ومع ذلك رسمنا طريقا خاصا بنا، رغم وجود جيوشهم التي تعد أكبر قوة في العالم.

هذه حقيقة باتة؛ أقر بها في حينها مفكري دولة الإحتلال وكتابها المرموقين، ومنهم المحلل الاميركي توني كارون في مقال نشره في صحيفة "ذي ناشيونال" الاميركية، إذ كتب "أن قرار الانسحاب يعد انتصارا للديمقراطية العراقية، التي أجبرت واشنطن على احترام قراراتها".

لم نخضع في بناء ديمقراطيتنا لإشتراطات الإحتلال ووجوده، بل على العكس من ذلك؛ كان وجود قوات الأحتلال على صدورنا، دافعا لنا لأن نخرجه بديمقراطيتنا، إضافة الى وسائلنا المشروعة الأخرى التي خبرها، والتي سنستأنفها حتما إذا دعت الضرورة الى ذلك، حيث مارسناها بكل شرف وعناد وإصرار..وكان شعبنا المثال الأوحد في العالم ،الذي يبني تجربته الديمقراطية، غير عابيء بجثوم القوات الأجنبية المحتلة على أنفاسه..

لقد كانت المحصلة المشرفة؛ في تجربتنا السياسية منذ 2003 والغاية اليوم، أننا بالديمقراطية أولا هزمنا الإحتلال كأناس حضاريين، وأثبتنا أننا معلمي البشرية الأوائل، وبوسائلنا العملية الأخرى أخرجناه حينما تلكأ بالخروج، لنثبت أننا نستطيع أن نحمي كرامتنا..

 نحن الآن نستعد لخوض ممارسة ديمقراطية جديدة، هي صناعة نسخة جديدة من الدولة العراقية، نسخة تنطوي على مفهوم التغيير والتجديد، والتخلص من الأدران والفاشلين..

ومثلما وقف العالم معجبا بصبرنا على نزيفنا المستمر، سيكون درسنا الديمقراطي الجديد محل حفاوته وتقديره، وقيد التعلم من قبل باقي الشعوب.. 

إذا كانت الديمقراطية العراقية؛ قد هزمت آخر قوة عظمى، فبالتأكيد ستهزم الفاسدين والمفسدين، وتجعلهم يخرجون من حياتنا، بل ومن ذاكرتنا ايضا، عراة لا يستر عوراتهم شيء، فحتى آخر ورقة توت سننتزعها منهم، لأنه توتنا وليس توتهم..!

كلام قبل السلام: إذا لم نجد شيئاً في الحياة نموت من أجله، فإنه أغلب الظن أننا لن نجد شيئاً نعيش من أجله..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك