المقالات

ضربة المعلم روح الله الخميني "رض"..!

3570 2018-02-06

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

لا وجود لمؤرخين لا يحملون عقائد تجاه أحداث التاريخ، فكل تدوينات التأريخ وبلا إستثناء، كان عبارة عن وجهات نظر لمدونيها، ولذلك ليس هناك من وجود في الفكر الأنساني، لمدونات محايدة للتاريخ.

الذين يعملون في حقل دراسة التأريخ، يختلفون عن الذين دونوه، ودارسوا التاريخ توصلوا الى حقيقة؛ أنه لا يعني جردا لأحداث  تأريخية كبرى.

تدوين التاريخ؛ يعني صناعة رأي في أحداث مهمة، وعادة ما تكون تلك الصناعة؛ معبرة عن آراء الصُناع؛ بعض تلك الآراء"مع"، وبعضها الآخر "ضد"، وكعامل في حقل من حقول المعرفة أحتاج بإستمرار؛ إلى مراجعة مستمرة للتاريخ، بغية إسقاطه على الواقع تدبرا وتأثيرا، لم أحظ بمدونة حيادية واحدة..

لهذه القاعدة المتسقة مع قراءة التاريخ إستثناءات، تتمثل في ظاهرة إجماع أو أتفاق مدوني التاريخ، على تقييم معين لشخصية محورية، كعنوان بارز في مدونات التاريخ.

بناءا على تلك القاعدة، لا نجد بين من دونوا التاريخ؛ إلا قلة منحرفة لا تصف الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، كأكثر الشهداء تأثيرا في تاريخ البشرية، على مر عصورها بعد إستشهاده، وهكذا فقد دونت بحقه مليارات الكلمات تمجيدا، فقط وحدهم المعاندين والمكابرين من يبخسون هذا الدور..وحتى هؤلاء، وحينما يوضعون في زاوية ميتة، يقرون بسطوع النهضة الحسينية، ودورها في مفاهيمية الدين ألإسلامي.

حوادث ومجريات تاريخية مهمة، لا يمكن قراءتها قراءة إيجابية تامة وقت حدوثها، فما يحيط بالمدون من مؤثرات، تؤثر بشكل مباشرعلى صحة ودقة كتاباته، وتمنعه من إيجابية التدوين، لاسيما ما يتعلق منها بالحكام؛ والطغاة منهم على وجه الخصوص، لكن ما إن يمر وقت، ويغيب الموت أولئك الطغاة عن دائرة التأثير، حتى تبدأ المدونات المنصفة بالظهور.

الطغاة تحيطهم عادة، كتلة ضخمة من الممجدين والمنتفعين، وهؤلاء يقومون بتنظيم أنفسهم، أو أن الطاغية ينظمهم؛ كي يحسنون تمجيده، بالمقابل فإن صناع التاريخ، من معارضي والطغاة ليس لهم مثل هذه الكتلة، وهو أمر طبيعي لأن أنصار الحق قليلون، وهو ما يتسق مع الطبيعة ألإنسانية، الميالة إلى الخوف على الذات والكيان.

شاه إيران؛ ونحن في الذكرى التاسعة والثلاثين لإمحاءه من خارطة الوجود، جاء إلى السلطة؛ بعملية انقلابية أسماها "الثورة البيضاء"، تماما كما سمى البعثيين هنا، انقلابهم الأسود في تموز 1968 ، بالثورة البيضاء أيضا.. ولكن الشاه والبعثيين على حد سواء؛ أغرقوا إيران والعراق ببحور من الدماء.

 شاه إيران؛ كانت تحيطه كتلة ضخمة من الممجدين والمنتفعين، ونظموا أنفسهم أو نظمهم، بحزب أسمه «حزب رستاخيز ملت إيران»، ففي حوالي عام 1975 ،أعلن الشاه (محمد رضا بهلوي)، حل كل الأحزاب السياسية في البلاد، وقيام حزب واحد هو حزب (رستاخيز).

الشاه كان هو الرئيس المباشر؛ لحزب رستاخيز ملت إيران، وبلغ عديد أعضاء هذا الحزب، ما يقرب خمسة ملايين، أغلبهم من رجال الدولة وموظفيها، في ذلك الوقت؛ صرح الشاه؛ أن من يخالفه الرأي فعليه أن يأخذ جواز سفره ويغادر إيران.

منذ لحظة تشكيل  حزب (رستاخيز)، بدأت علامات سقوط الشاه..ففي ذلك الوقت بالضبط؛  نهض الإمام الخميني "رض"،  بثلة كانت في البدء لا تعد إلا على أصابع يد واحدة، ثم ما لبث أن ألتف الإيرانيين كلهم حولها، وبعد أربع سنوات من تأسيس رستاخيز، زال الشاه ورستاخيز، بضربة المعلم الإمام الراحل روح الله الخميني "رض".

كلام قبل السلام: باللغة الفارسية (رستاخيز: البعث)..!

سلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك