المقالات

الولادة الجديدة لتنظيم داعش..!

3251 2017-12-29

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

من يقرأ التاريخ جيدا، ومن يستطيع الدمج بين التاريخ والجغرافيا، عبر إرتجاجات الجيوسياسيا؛ سيعرف ماستؤول اليه الأمور بعد الإعلان الإحتفالي، عن موت داعش في  العراق وسوريا.

داعش شأنه شأن ما سبقه من تنظيمات متطرفة، حملت عناوين الجهادية السلفية، لم يكن إلا أحد الأبناء اللاشرعيين لزواج كاثوليكي، بين مال القبيلة السعودية القذر، والعقيدة الوهابية الزنخة، والمصالح الأمريكية اللاأخلاقية، وما دام بيت الزوجية هذا قائما، ولم يحصل طلاق بين أحد أطرافه، فلنا أن نتوقع وبشكل مستمر، ولادة أبناء لاشرعيين جدد، أينما وجد الأتباع، وحيثما تصل يد المال السعودي، وأنى تكون لأمريكا مصالح.

نشير الى أن "أنى" تفيد الزمان والمطان!

هزيمة داعش في العراق وسوريا، كانت على يد أبطال العراق من جيش وحشد شعبي، وبدعم واضح ومعلن من جمهورية إيران الإسلامية، وكان لهذا الدعم ـ اسلحة وأعتدة ومعدات ومستشارين ـ  أثره البالغ والسريع في الإنتصار على داعش.

الهزيمة في سوريا، أيضا كانت على يد الجيش السوري؛ الذي أستعاد عافيته وأمسك زمام المبادرة، بعد الدعم الروسي الكبير، وبعد أن هب حلفائه لمساندته ميدانيا..وكانت جمهورية إيران الإسلامية، وحزب الله لبنان، وقوى المقاومة هم عماد هذا التحالف المنتصر..

هزيمة داعش تعني فيما تعني، هزيمة المشروع الصهيوسعودي الأمريكي، بكل أبعاده ومعطياته وتداعياته، وإعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، أحد معطيات الهزيمة وتداعياتها..

ليس منتظرا من أصحاب المشروع الصهيوسعودي الأمريكي أن يستسلموا، لأن أدوات المشروع مازالت قوية وقائمة ومتماسكة، وهم إذا هُزموا في ساحة، فإن هناك ساحات كثيرة، وبيئات حاظنة عديدة، وأهداف قائمة بقيام المصالح؛ مع وجود الأسباب، وسيادة عقلية الإنتقام..ولذلك فإنهم سينتقلون بمشروعهم؛ الى أكثر الساحات ترشحا لإستئناف المشروع، مع بقاء عينهم دائما على ساحة سوريا والعراق، لأنها قريبة جدا من إسرائيل شريكهم في المشروع، وثمة حاجة دائمة لإبقائها مضطربة.

روح الإنتقام والشعور بعار الهزيمة، سيدفعهم الى محاولة تجريب حظهم مع جمهورية إيران الإسلامية، والساحة الشرقية والجنوبية الشرقية لإيران، مهيأة منذ زمن لإحتظان الوليد اللا شرعي الجديد..

باكستان وإفغانستان رحم مثالي لهذه الولادة، والمال السعودي والعقيدة الوهابية، موجودان وبقوة منذ أمد بعيد، والدشاديش القصيرة واللحى المملوءة قملا، تجدها أينما تيمم وجهك!

في بلوشستان الإيرانية المجاورة، كان لأصحاب المشروع إياه تاريخ تآمري حافل، فقد ضُخت أموال كثيرة هناك، وامريكا التي ما فتئت تعلن عدائها لإيران، تواقة لأن توجه ضربة غير مباشرة لإيران، لأنها تعرف أن ضرب إيران بشكل مباشر، سيجرها الى حرب مكشوفة على طول المنطقة وعرضها. أمريكا تعلم أنها ستكون؛ هي وحلفائها السعوديين والخلايجة، فضلا عن الإسرائيليين، أهدافا مشروعة وجاهزة لإيران وقوى المقاومة، التي باتت بعد الإنتصار على داعش في سوريا والعراق، أقوى من أي وقت مضى.

المنطقة حبلى بالمفاجئات، وفحص السونار للحمل حدد جنس الوليد اللاشرعي، كما حدد آباءه اللاشرعيين، فضلا عن أنه حدد ميعاد ولادته، والتحالف الصهيوسعودي الأمريكي؛ واقع في مشكلة سوء تقدير مكان وزمان ولادة "النغل" الجديد، وستناور بطرحه بأسم وعنوان وهيئة مختلفة..

كلام قبل السلام: المفاجئات ستفاجيء الذين لا يحسنون، قراءة التاريخ والجغرافيا والجيوسيسيا، وإيران ومن معها ليسوا من هذا النوع..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك