المقالات

تربص الساسة السُنة؛ بين الوطن والثلاجة..!

3730 2017-09-29

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

ونحن في خضم الأزمة المفتوحة، التي سببها إستفتاء البارزاني على إنفصال شمال العراق؛ وهو إستفتاء صهيوني التخطيط، أمريكي الصناعة، بارزاني التنفيذ، بأهداف واضحة ومعروفة، ليس بينها عنوان الإستفتاء، وهو إستقلال كوردستان، يحق لنا أن نتسائل عن موقف الساسة السُنة العراقيين.

مراجعة بسيطة لوسائل الإعلام العراقية والأجنبية، بأنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية، نكتشف بسهولة ويُسر، أن الساسة السُنة أختاروا الوقوف على التل، وهو موقف يمكن تفسيره بعدة إتجاهات، ليس بينها إتجاه إيجابي واحد.

نتذكر التهريج والتطبيل الإعلامي، الذي مارسه الساسة إياهم، أثناء معارك تحرير مدننا، ذات الغالبية السُكانية من المكون السُني الكريم، التي نزا عليها داعش بإجرامه وظلاميته.

لقد كانت مدينة تكريت قد تحررت للتو، وإذاك أطل سياسي سُني معروف من على شاشات التلفاز، وهو يبكي على "ثلاجة"، قال أن مقاتلا من الحشد سرقها من منزله!..

وقتها تلاقفت وسائل الإعلام المعادية هذا الإدعاء الصفيق، وروجت له مصورة أن أبناء الحشد الشعبي، هذه الثلة النقية الطاهرة، ليسوا إلا مجاميع من اللصوص.

الحقيقة التي غابت عن صناع القرارالشيعة في العراق، هي أن الساسة السُنة، الذين أطلقوا سلسة من الهجمات السياسية التهريجية الممنهجة، ضد القوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها وعناوينها، وبقدمتها الحشد الشعبي ورجاله، كانوا يخوضون حرب دفاع عن أنفسهم، وعن ميليشاتهم المتمثلة بداعش، بعدما ادركوا ان واقعهم الوطني الزائف؛ قد تمت تعريته بدماء القادمين من الجنوب لتحرير مدنهم، وأن ثوب عار إحتضانهم لداعش، بات ثوبا كل العراقيين حتى الصغار منهم، يعرفون لونه ونوع خامته، ويعرفون أيضا الخياط الذي خاطه لهم.

اليوم وحيث يقف العراق؛ على مفرق طرق مصيري يمس كيانه ووجوده، الذي امتد أكثر من سبعة آلاف عام، يقف الساسة السُنة موقف المتربص، منتظرين ما سيحدث بعد إستفتاء البارزاني، الذي توافق توقيته مع قرب إمحاء داعش من خارطة الوجود، بسواعد الجنوبيين الشجعان، الذين حرروا مدنا ينتسب إليها الساسة السُنة.

التربص لغةً لا يعني الإنتظار، فرَبَّصَ: كـ (فعل)، تربَّصَ/ تربَّصَ بـ/ تربَّصَ لـ يتربَّص، تربُّصًا، فهو مُتربِّص، والمفعول مُتربَّصٌ، وتربَّص بفلان أو تربَّص لفلان: انتظر خيرًا أو شرًّا يحلّ به، رَبَصَ بِعَدُوِّهِ: اِنْتَظَرَهُ لِيُلْحِقَ بِهِ شَرّاً، ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)

والتربص كـ(أسم) مصدر تَرَبَّصَ، وتَرَبُّصُ وُصُولِ الضَّيْفِ: اِنْتِظَارُهُ، وتَرَبُّصُ الفُرْصَةِ: تَحَيُّنُهَا، والتَّرَبُّصُ بِالعَدُوِّ: تَرَصُّدُهُ ، نَصْبُ كَمِينٍ لَهُ لِلإِيقَاعِ بِهِ..!

كلام قبل السلام: الساسة السُنة إذن متربصين بالعراق، ومن مراجعة سيرتهم السوداء، فإن من المؤكد أنهم لا يريدون خيرا بالعراق، وهم على كل حال بإنتظار إستفتائهم؛ على نهش لحم ما تبقى من العراق..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك