المقالات

ماذا إذا امتلكت السعودية سلاحا نوويا؟!

2299 2017-07-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   ثمة سؤال فلسفي؛ يتعلق بأصل وجود الإنسان، وطريقة عيشه على الأرض، ويرتبط هذا السؤال إرتباطا وثيقا بمفاهيم الجهاد، وهو أيهما قبل: أن نعيش في سبيل الله، أو نموت في سبيل الله؟! بمعنى أدق هل أن الأصل أو الأولى؛ هو الحياة أم الموت؟!

   تنطوي الحياة على درسين لا ثالث لهما، أذا استطعنا أن نستوعبهما كليهما بكامل مفرداتهما، سننال علامات في امتحان نهاية الحياة، تؤهلنا لدخول حفرنا آمنين مطمئنين.

   الدرس الأول: أن الناس لم يُخلقوا ليكونوا أعداء، بل خلقوا "شعوبا وقبائل لتعارفوا"، ولم يُخلقوا ليتعاركوا أو يتصارعوا، لذلك فإنك أذا حولت عدوك إلى صديق؛ فإن ذلك خير لك من أن تقتله، هذا هو الصواب؛ الذي لا مناص من اعتباره المعيار الوحيد الصحيح، في قبول الناس ما تقول وما تريده، وهذا بالضبط ما يسعى له المسوق الناجح لأفكاره.

   إن الذي يعتقد أن مبدأ الانتشار للأفكار والرؤى، يعتمد على مدى قدرته على مهاجمة الآخرين، محولا إياهم إلى خصوم، كما فعل الدين الوهابي؛ معتقدا أن ذلك وحده الأسلوب الصحيح, لإنتصار أفكاره وتسويقها، فقد فاته أن تخطئة الآخرين، دون خلق جو يوضح لهم ما يريد وما يبشر به من حلول، تحمل في طياتها ما ينفعهم، ويقدم لهم صورة طيبة عن معتقده, قد يحرمه مساندة وتأييد الآخرين، ويفقده قلوبهم وعقولهم..

   الدرس الثاني فيه؛ ثمة منفذين للمجتمع؛ يلج من خلالها إلى أرضية تخدم, وهي القلب والعقل، أو الغرائز والحكمة..وقد فاتت على أتباع الدين الوهابي هذه الحقيقة، فرأوا في توجيه الخطاب للغرائز مباشرة، أسلوبا لتوطيد رؤاهم وأفكارهم، محولين الحياة الإنسانية الى ساحة للصراع، وليس الى "التعارف" الذي أثبته القرآن الكريم.

   لو نظرنا إلى الخطاب الإسلامي السُني، الذي هيمن عليه أتباع الدين الوهابي, لرأيناه قد سيطر على قلب المجتمع السُني، بمخاطبة القلوب وغرائزها الحيوانية، وأهمل خطاب العقول ومآلاتها الإنسانية، ولو نظرنا إلى حال الواقع, فأننا سنكتشف المقدار الكبير؛ للعدوانية وثقافة التكفير في المجتمعات السُنية، ويكشف هذا عن أن العقول لم تعد تعمل كما يجب، بل بالواقع ماتت سريريا.

    لقد أفتقد هذا الخطاب الى الصيغة التبشيرية؛ وهي صنعة لا يجيدها سوى أهل الإيمان والتقوى، ولأنهم ليسوا من هذا الرهط، فإنهم يرون بلا تراجع؛ بأن غيرهم على خطأ، وأنه يجب التخلص منهم بالقتل.

    كلام قبل السلام: ثمة سؤال أكبر؛ ماذا سيكون مصير البشرية، إذا أمتلكت السعودية موطن الدين الوهابي سلاحا نوويا؟!

 

    سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك