المقالات

حكاية العراق..الإقليم العراقي والإقليم الكوردي..!

1752 2017-06-30

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

هل نحن بحاجة الى أن نتذكر كل يوم، بأن العراق وبنص الدستور دولة أتحادية، بمعنى أنه متكون من عدد من الأقاليم، أو المحافظات غير المنخرطة في أقليم، لكنها تتمتع بصلاحيات وحقوق وأمتيازات وواجبات، تقترب من وضع ألأقليم، وأن ذلك جرى تفصيله، بشكل قانوني مؤكد وأكتسب صفة الثبات.

الوصف الدستوري للعراق يفيد، بأنه دولة أتحادية، يمكن لأي ثلاث محافظات أن تتحد فيما بينها وتشكل أقليم، بل وحتى بإمكان محافظة واحدة؛ أن تحظى بمنزلة الأقليم، لكن واقع الحال؛ هو أن العراق دولة، متكونة من كتلتين جغرافيتين، تدير الأولى الحكومة المركزية، والثانية كودردستان العراق، الذي تديره حكومة ،تحمل أسم حكومة أقليم كوردستان..!

الحكومة المركزية ـ إعتباريا ـ بمنزلة الأقليم، هذا الوضع المخالف للدستور، لم يلتفت اليه الساسة وأصحاب القرار، فضلا عن المتابعين والمحللين السياسيين، وإن أمتلك أي منهم الإلتفاتة، لم يوفق لحسن التوصيف.

في هذا الصدد؛ ثمة قضية مهمة، غابت عن تصور وتفكير أصحاب القرار في وطننا، هذه القضية يشكل تفهمها أو فهمها، مدخلا لحل الكثير من المشكلات، التي تولدت عن شكل الدولة العراقية الراهن.

إن تحول العراق الى دولة أقليمية، قوامها أقليم كوردستان، كأقليم قائم بوضع واقع الحال قبل 2003، وباقي العراق "المركزي" الذي تحول الى أقليم، أمر يحتاج الى  مراجعة شاملة للجغرافيا السياسية، وللحدود بين الأقاليم والمحافظات، عقب هذا الاستحقاق، وما يتبعه من ترسيم وتحديد، لخارطتنا السياسية وتقسيماتها الأدارية، ليس على صعيد المحافظات فحسب، بل حتى على صعيد الوحادت الأدارية الأصغر: الأقضية  نزولا الى النواحي.

عندما كنا صغارا في المدارس المتوسطة، كنا نتعلم أن الصحراء والبوادي العراقية، ليست جزءا من "لواء"بعينه، كما كانت خرائط الجغرافية وأطالسها تشير الى ذلك، بل كانت هنالك ثلاث بواد هي البادية الشمالية والبادية الغربية والبادية الجنوبية، وهي بواد قليلة السكان، لكنها خاضعة لنفوذ الدولة المباشر، لعدم إمكانية تشكيل وحدات أدارية فيها، لأسباب مازالت قائمة لحد الآن ، منها قلة السكان وتدني نسبتهم في الكيلومتر المربع الواحد، ومنها عدم وجود بنى تحتية.

ثمة ضرورة قصوى لإعادة النظر في التشكيلات الأدارية القائمة، وليس عدلا أن تكون في العراق محافظة كالأنبار، مساحتها ثلث مساحة العراق، وعدد سكانها ربع عدد سكان مدينة الصدر؛ بمساحتها التي لا تتجاوز بضعة كيلومترات مربعة، ونشير الى أن بقاء تلك المحافظة بوضعها الراهن، لغم دائم سينفجر في أي هزة مجتمعية، ومن الأجدر إعادة ما أقتطعه النظام السابق، من المحافظات المجاورة وضمه أليها، ومن الأجدر ايضا تقسيمها بعد ذلك الى محافظتين أو أكثر، كي يمكن أدارتها بشكل سليم.

في العراق الآن ايضا، وحدات أدارية بدرجة "قضاء"، عدد سكانها لا يتجاوز، سكان شارع فرعي صغير من شوارع مدينة الصدر، ولكن مساحتها أكبر من مساحة عاصمة العراق بخمسين مرة، مع ما يترتب على ذلك من أستحقاقات!

كلام قبل السلام: حدود المحافظات القائمة الان ليست مقدسة، وهي نتاج التخطيط الصدامي الطائفي..!

 

 سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك