المقالات

البخاتي.. نموذج لرجال غير عاديين لدور غير عادي

2342 2017-06-09

المهندس زيد شحاثة

عندما نتذكر من نفقدهم من أحبتنا, دوما يكون هذا بصورة تخيلية, مرتبطة بحادثة أو موقف ما, وأحيانا نختلقه من خيالنا, لشدة حبنا وشوقنا لهم.

يزداد تخيلنا, كلما كانت معرفتنا أقل بهم.. فنذهب بعيدا في, رسم تلك التخيلات, إعتمادا على صورة لهم, أو كلام سمعناه.. هذا ما حصل معي عندما, أردت تذكر, الشهيد القائد صالح البخاتي.

كلما حاولت وضع صورة للرجل في مخيلتي, لم تفارقني صورة إيتسامته.. حالة لا نتوقعها, من المقاتل والقائد العسكري, والرجل قضى ثلثي عمره في القتال والجهاد؟ وأي قتال.. بين جهاد الأهوار وسجون صدام, فقتال التكفيرين, لتكون الخاتمة في الفلوجة.

في عقولنا صورة نموذجية, للمقالتين وهم عابسين, ووجوههم صارمة, فهم بين الموت والنصر, يحملون أرواحهم على أكفهم, فهل من مكان للإبتسام؟!.. مع ذلك كان البخاتي وأمثاله يضحكون!

كنت أتعجب من ذلك, حتى قرات وصيته بخط يده.. فقد قال فيها واصفا التمسك, بخط الولاية والمرجعية " أن هذا التمسك هو أضعف الأيمان"  فهو يطلب أن " نكون من الداعين والمدافعين بأقصى ما نملك عن هذا الخط".. عجيب أمر هؤلاء الناس, إن كان كل هذا, وما عانوا وقدموا لأجله.. هو أضعف الأيمان!

ختم البخاتي وصيته, داعيا ومتأملا " أن تكون الشهادة عاقبته قتلا في هذا السبيل" وكأنه يعلم تماما خاتمته ويستعجلها.. وفي موقف نشره له قبل إستشاهده بوقت قليل, وبعد إصابة زجاج سيارته, برصاصة لم تخترقها, قال أنه كان قريبا من الشهادة,  وربما لم يوفق, ليكون " مستحقا لها" .. عجبا عن أي أناس نتحدث!

هل الأيمان بقضية, يدفع المجاهدين, لهذا الحال العجيب؟! أم القضية أكبر من ذلك؟

 ألا تظنون أن هؤلاء رجال خَلقوا, لتأدية دور وحمل رسالة, يعجز عنهما الأخرون؟

ليست مبالغة وغلوا, في وصف البخاتي وأمثاله.. إطّلعوا على حياتهم سيرتهم, وستروون أننا مهما تحدثنا عنهم, لن نفيهم حقهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك