المقالات

عندما يسحق الزمن النوايا..!

1859 2017-05-29

 

   قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

مرة أخرى؛ نتحدث عن موضوع ما أصطلح عليه بالتسوية السياسية، وكنا في مقاربة سابقة؛ قد توصلنا الى أن الزمن يجري بين أيدينا، وأننا أمام زمن مضغوط بالإستحقاقات، التي تجعل التسوية خارج الممكن.

   في هذا الصدد؛ ثمة من يقول أن عنق الزجاجة الذي نحن فيه اليوم، إثبات على عدم جدوى الديمقراطية لنا، وعلى عدم قابليتها للتأقلم، مع المساعي التي تنادي بضرورة التحديث السياسي؛ بمشاركة جميع الفرقاء السياسيين، وهو أمر شبه مستحيل.

    هل نحن بحاجة الى جراحة سياسية قوامها تصحيح المسار الديمقراطي؟ سؤال كبير بحجم ما خلفه الماضي؛ للحاضر والمستقبل من مشكلات، ومن المؤكد أن الأجابة عنه، ليست يسيرة لكنها ممكنة!

بدءا؛ فإن الحوار كأسلوب حضاري، يتم اللجوء إليه لحل الإشكاليات المطروحة، لتجاوز العقبات القائمة، وتذليل الصعاب بين كافة الأطراف، وفقا لضوابط ومؤهلات، حسب ظروف الزمان والمكان، مهما كان مصدرها ومرجعيتها الإيديولوجية وخلفيتها المكوناتية.

    الحقيقة أنه لا يمكن للدولة؛ أن تستقرعلى نظام، يعكس الإرادة العامة لشعبها ويكفل له الاستقرار، دون المرور بمسيرة طويلة، من التطورات السياسية والدستورية، تشهد خلالها أحوالا متقلبة، وتُجَرَب نُظُما مختلفة دستوريا وسياسيا، نتيجة اختلاف الظروف والعوامل التي تحيط بها، حيث لا يمكن أن تظل الدولة محكومة بنظام واحد، دون أن تخضع لسنة الحياة، التي تفرض التغيير والتبديل.

    توضع النظم تحت التجريب لأمد محدد، لأن جعل التجارب الى آجال منظورة، بات من الأمور المنطقية في عالم السياسة، فالنظام الذي يلائم شعب في وقت من الأوقات، قد لا يلائمه في وقت آخر، فضلا عن أن لكل مجتمع مفهومه الخاص، لطبيعة نظام الحكم الذي يريد أن يخضع له.

    يتعلق هذا المفهوم تطبيقيا بالزمن؛ الذي إن لم يستثمر أستثمارا صحيحا فأنه يسحقه الآمال والنوايا، إذ تنشأ رغبات ونيات أخرى، بنشوء أجيال أجتماعية جديدة.

    عادة ما يستمد النظام السياسي في كل وقت شرعيته، من تقاليد المجتمع وظروفه، والعوامل التاريخية والاقتصادية والسياسية، التي تحيط به وتتحكم فيه، كما أن التطورات والتغيرات السياسية؛ لأنظمة الدول المتجاورة، قد يكون لها تأثيرا في الأنظمة السياسية للبعضها بعض، الأمر الذي يعطي الانطباع، بوجود قنوات للتأثير المتبادل، ولو بشكل غير مباشر بين أنظمتها السياسية.

    لأن الزمن أفضل حلال للمشكلات، فإننا وطيلة السنوات الأربعة عشر المنصرمة؛ شكنا نشهد تصاعد التوترات ونزولها الى الشارع، لكن غالبا ما  يتراجع تأثيرها بعد فترة من الزمن، ويعود جميع الفرقاء السياسيين الى خيار الحوار؛ كأسلوب حضاري لابديل عنه لسد الثغرات، وتضييق الهوة القائمة بينهم.

    برهنت على ذلك؛ مجمل الأحداث التي شهدناها، وهي محطات تاريخية؛ في مسيرة بلد مرتبك دوما، من ناحية التجربة السياسية، بسبب كثرة الأحداث، وصناعتها خارج تأثيرالتاريخ.

   كلام قبل السلام: في ذاكرتنا الجماعية كشعب متعطش إلى التغيير والتجديد، فإن سمتنا الأساسية قلة الصبر..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك