المقالات

الدولة اللص..!

1880 2017-05-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    الفساد كان موجود منذ زمن قديم، وهو صفة مرافقة للدول والإدارت منذ عرفتها البشرية، ولكنه لم يكن بمثل ما هو عليه في زماننا هذا، نعم كان موجودا؛ لكنه لم يكن بمثل هذه الحدة أو العلنية، بل لم يكن مشرعنا مثلما هو عليه الآن.

    الفساد ليس إداري فقط، أو مالي فحسب، مثلما يتبادر الى أذهان الناس دائما، وهو أشد أنواع الظلم وطأة على الشعوب، ويثير لديها مشاعر الغضب؛ أكثر من أي مسببات أخرى، فقد يرضى الناس بالفقر لحين، إذا اعتقدوا أنه واقع غير ناجم عن ظلم، لكنه سيكون مصدرا للغضب، أذا لم يكن "واقعا" بل كان "بفعل فاعلين".

    يكون "فعل الفاعل" أشد وطأة وظلما، أذا نتج عن ممارسات الدولة، لأن مفهوم الدولة "الأب" لم يغادرنا بعد، لكن بدأ يحل محله مفهوم الدولة "اللص"؛

    الفساد ليس أخطاء إدارية فحسب؛ إذ ثمة حدود لأخطاء الأدارات، وثمة مستويات لضعفها؛ الناتج أما عن قلة التجربة والتدريب، أو لضعف التخطيط، أو لقلة التمويل، أولعدم تناسب الأجور مع الجهد، الموضوع أخطر من ذلك بكثير، وسيحتاج الفساد الى تسمية أخرى، بعدما تغول وخرج الى العلن، وسيمكننا أن نسميه ما شئنا من الأسماء، خصوصا بعد أن أضطررنا، الى إنشاء عشرات الأجهزة المعنية بمكافحته، ونكتشف  صدفة أنه قد أستطاع إبتلاع تلك الأجهزة، وأنه تمكن أن يطبعها هي الأخرى بطابعه الأسود!

    سنحتاج أن نبحث في مختار الصحاح، عن تصريف جديد لفعل ثلاثي أساس مادته (فـ سـ ـد )، ونحن نرقب العجز الفاضح للمخلصين أزاءه، ونحن نرقب التكاسل المشين، للجهات المعنية بمكافحته، وسنبقى عاجزين ولا نجد إجابات نقنع أنفسنا بها، عن مدى مصداقية محاربة الفساد، رغم (المانشيتات) العريضة على صفحات الجرائد، التي تتحدث عن مكافحته بإسهاب.

    شعور المواطنين نحو منظومة الفساد؛ بات يتصاعد يوما بعد يوم، وبدأ بالتحول حثيثا؛ من مجرد الاشمئزاز والاحتقار تجاه منظومة الفاسدين، بعدما أتخذت المنظومة أسم دولة، إلى الإحساس بمرارة الظلم المسلّط عليه، جراء سرقة قوت أولادهم، ومستقبل صحتهم وتعليمهم؛ بعد النهب شبه المنظم، لثروات البلاد وأموال الشعب.

    كلام قبل السلام: بعد تغول الفساد؛ فإن الفاسدين، سواء كانوا أفرادا مبعثرين؛ أو جماعات منظمة، إنما يسرقون حقّنا في حياة كريمة، أو الحدّ الأدنى المعقول من وسائل العيش على الأقل..!

 

    سلام..  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك