المقالات

ذقون جاهزة للضحك.. عليها


 

يشار للرأي العام, بأنها الأفكار والإتجاهات والإنطباعات العامة, التي تحدث لدى مجموعة معينة, تجاه قضية, بناء على معطيات ومعلومات أو مواقف محددة. 

كلما كانت هذه المواقف والإنطباعات شاملة, صارت تمثل رأيا لعامة المجتمع والأمة, وتبين موقفها من الحدث المعين, أو القضية الخاصة التي تهمها.. وهذا الرأي والموقف, يتشكل تلقائيا نتيجة لتفاعل المجتمع مع القضية. 

أختلف الأمر اليوم, فصار الرأي العام يصنع, أو لنقل بشكل أدق انه "يصطنع".. فيتم تشكيله وتغييره بأدوات إحترافية, تؤثر فيه وتغيره, كيفما يريد أصحاب هذه الأدوات. 

غالبا ما تكون تلك الأدوات, معروضة للإيجار, لمن يدفع أكثر.. ثم تطور الأمر, فصار من يدفع أكثر يمتلك تلك الأدوات, على تنوعها وتعددها, فمن قناة فضائية, إلى صحيفة ورقية أو إلكترونية, وأخرها وأحدثها, مواقع وصفحات, في برامج التواصل الإجتماعي. 

أهم أداة لتشكيل الرأي العام, وخصوصا على مواقع التواصل الإجتماعي, هم الأغبياء والجهلة.. ممن يصدقون كل ما يقال, ويساهمون بنشره, دون تمييز وتثبت.. وبعض هؤلاء "الأغبياء" يحملون شهادات مرموقة.. وبمواقع ومناصب حكومية وإجتماعية مهمة! 

إنشغل الرأي العام العراقي, خلال الأيام الماضية, بقضية كلية الجندي المسروقة, ونشرت وثائق ولقاءات مؤيدة, وأخرى مثلها معارضة وتنفي.. وربما ستظهر الحقيقة لاحقا أو تضيع.. فتضاف لباقي القضايا التي تٌشكل فيها لجان تحقيقية, بلا نتائج! 

بتجاوز الحادث الأصغر, والنظر للصورة الأوسع, سنلاحظ أننا إندفعنا, كرأي عام ودون تميز, بين مؤيد ومعارض, وبدأنا السب والشتم, والتخوين والنقد الهادم, ثم بلعنا كل ما قلناه وسكتنا.. وكأننا لعبة تقاد, تمشي يمينا ويسارا, حسب ما يريد, من يمسك " بالريمونت". 

يقال في وصف, خداع الأخرين, وتدليس الحقائق وتغيرها, وخصوصا أن كان على العامة, أنه " ضحك على الذقون", ويصح الوصف على, التلاعب بالألفاظ, وإستغلال الصلاحيات والمناصب, لأغراض ومصالح خاصة. 

لم يتضح لنا, مدى مطابقة الوصف, إن كان المستهدفون, هم وذقونهم جاهزون للضحك عليهم.. فهل يجوز أن نقول أنهم تم الضحك عليهم؟ كيف وهم كانوا مستعدين لذلك؟ بل وراضين به؟ ويتكرر عليهم دائما؟ 

هل نحن مشمولون بهذا الوصف, وأن ذقوننا كانت, جاهزة للضحك عليها؟ وخصوصا أنه تكرر, ولأكثر من قضية؟ 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك