المقالات

رشة ملح على جرح مفتوح..!

1952 2017-05-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    تمتلك الشعوب ذاكرة مدهشة، ليس لأنها ذاكرة جماعية تعمل كمحصلة لمجموع ذاكرة الأفراد، لكن أيضا لأن الألم لا يمكن نسيانه.

ذاكرة شعبنا من هذا النمط، وهي ذاكرة مطهمة بكم هائل من الآلام والمشكلات، وهي لم تسجل لغاية صباح هذا اليوم، حديثا لمسؤول حكومي أو معارض؛ من نوع أين نقف الآن؟ وكيف نرسم استراتيجية؟ وكيف نصل إليها؟ وكيف ننفذها؟ ثم أين نريد أن نكون؟

    هذه التساؤلات سألتها شعوب غيرنا قبلنا، ومضوا مجيبين عنها كمهمة مقدسة، تؤطر مستقبلهم، وأنطلق غيرنا من نقطة الحاجة للأجابة عنها، قبل توفير ورصد المال المطلوب للتنفيذ فوصلوا، ولكننا توقفنا عند عتبة الخيبة، وليس ثمة ماهو أسوأ مما نحن فيه!

    صناع القرار المتعاقبون على ركوب ظهورنا؛ لم تفارقهم (أنا) متضخمة ومصلحة شخصية، وربما فئوية ومناطقية في أفضل الأحوال، وتقودهم تلك (أنا) حتما إلى عقدة مؤداها؛ إذا أنا لن أقطف الثمار ، فأن من سيأتي بعدي سيقطفها.

    لذا فأن عقولهم لا تتوخى إلا الإنجاز السريع؛ والكسب السريع المحشو بالأخطاء، فتذهب خلالات العبد "فلوسنا" في كثير من الخطط والمشاريع، إلى سوء المنقلب وبئس الجيوب!

     دعونا نتحدث عن مغزى وجود كثير من مؤسسات الدولة، واسألكم بحق العيش والملح؛ الذي بين كل رئيس ومرؤوس، ومدير ومدار، ووزير ومزار، وزعيم ومزعوم، وقائد ومقاد منا، كم من وزارة أو مؤسسة، أو أدارة عامة أو هيئة، لها مبرر مفهوم للوجود!..

    الأمثلة أكثر من أن تحتاج الى إحصاء، وسنطرح بعضها كمدارات للأسئلة، كرشات ملح على جرح مفتوح، ومنها مثلا؛ ما معنى وجود هيئة إتصالات مثلا، وعندنا وزارة إتصالات؟ وما معنى وجود هيئة نزاعات ملكية، وعندنا هيئة قضاء، وما معنى وجود هيئة قضاء، وعندنا وزارة عدل؟ وما معنى وجود وزارة حقوق إنسان وعندنا وزارة شؤون إجتماعية؟ وما معنى وجود مؤسسة شهداء، ومؤسسة سجناء سياسيين، سيما أن عملهما من صميم مهام وزارة الشؤون الأجتماعية؟

    ما معنى أيضا لوجود هيئة الإعلام العراقية، التي تحولت الى وزارة إعلام، في وقت كان من المؤمل فيه أن نغادر والى الأبد، إعلام الحكومة والدولة، وتمجيد المسؤولين الحكوميين، التي بات المهمة الأولى وربما الوحيدة، للمكاتب الإعلامية للوزارات.  

    كما أننا لسنا بحاجة لوزارة صحة، ولدينا والحمد لله، آلاف المشتغلين بالسحر والشعوذة، والشفاء بالرقية الشرعية، وعشابي الأزقة الضيقة، الذين يعلقون لافتلت تشير الى قيامهم، بمعالجة أخطر الأمراض وأصعبها!

    الأمثلة كثيرة جدا، ومنها أننا نمتلك سبعة أجهزة أمنية إستخبارية رئيسية، ليس بينها حد مقبول ومؤثر من التنسيق، وإلا لو كان مثل هذا التنسيق متوفرا، لما أستطاع الإرهاب إختراق مدننا المحصنة بتلك الأجهزة، ولما تحركت عصابات الجريمة المنظمة، في رابعة النهار!

    كلام قبل السلام: معظم مؤسسات الدولة؛ لا تعرف معنى أن يكون لها هدف؛ لذلك فإنها تضعنا دائما، في نقاط إختناق ليست متوقعة!

 

    سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك