المقالات

مباحث في الاستخبارات (61) الاستخبارات التجارية

2933 2017-03-10

 

مدخل 

---------------

ان المعلومات التسويقية  هي شريان عملية التسويق لكونها تساعد سلطة القرار في الشركة على اتخاذ القرارات وصياغة السياسات والتخطيط الامثل .

فكما ان اجهزة الاستخبارات تتدخل في كل مجالات الدولة والحياة , فان اساليب جمع المعلومات وتحليلها والتجسس على الشركات المنافسة وسرقة افكارها التسويقية واختراعاتها ومنتجاتها كلها باتت مهمة واساسية في عمل الشركات الكبرى مما دفع تلك الشركات الى الاهتمام بالعمل الاستخباري المتعلق بالمعلومات الخاصة بالسوق المستهدف وبالشركات المنافسة .

ومن هنا فان الاستخبارات التجارية هي بمثابة احدى تطبيقات علم الاستخبارات في مجالات الحياة ومنها الصراع بين الشركات والمصنعين وهو نوع من التطبيق يستخدم الكثير من الاعيب وخطط التجسس وحتى حرب الشائعات .

ويطلق على هذا العمل التنافسي بين الشركات والمؤسسات المالية والتجارية والصناعية اسم المخابرات التجارية او المخابرات التسويقية وهي مهمة جدا لعمل التجارة والسيطرة على الاسواق والاطلاع والتقييم فيتم من خلالها معرفة احوال الشركات المنافسة ومدخلاتها ووثائقها واستراتيجياتها وتحليل بياناتها , كما تكون معنية بالمحافظة على اسرار الشركة وامن المعلومات والاتصالات وعلى مخططاتها وايهام الشركات المنافسة بتوجهاتها .

---------------------------------

الشركات والاستخبارات

---------------------------------

ان العمل التجاري والصناعي والمالي والاقتصادي عموما هو عمل يستهدف الربح من خلال السيطرة على المستهلك ودفعه للاقتناء او شراء سلعة او خدمة معينة .

وتعتمد الاعمال التجارية والصناعية عموما على رؤوس الاموال التي يتجنب واضعوها المغامرات غير المحسوبة ومن هنا جائت عبارة ان رأس المال جبان.

كما ان اشتداد التنافس بين الشركات العالمية على الاسواق دفعها الى ان تكون بينها حرب سرية وصراعات مستمرة لكسب تلك الاسواق وازاحة المنافسين منها من خلال مزج عوامل الجودة والسعر والتفرد وهو ما ادى الى التعطش المستمر للمعلومات قبل اتخاذ قرارات بملايين ومليارات الدولارات.

لكل تلك العوامل استخدمت الشركات الاساليب الاستخبارية في العمل للانتصار في الصراع مما حدا باغلب الشركات الكبرى العالمية ان تكون لديها فروع استخبارية في مجال التجارة والتسويق , وتستعين لادارتها ببعض رجال الاستخبارات والمحللين المتقاعدين , حيث تقوم بتوظيفهم بعد التقاعد لتطوير هذا المفصل المهم في عالم التجارة والصناعة والتسويق.

فاصبح التحليل والتجسس وزرع العيون ومراقبة الشركات والتشويش عليها واستخدام حرب الشائعات السرية ضدها والرقابة الداخلية لاداء الشركة والموظفين ومستوى خدمة الزبائن وغيرها من الاعمال هي من قوام عمل الاستخبارات التجارية في الشركات الخاصة .

اما مايتعلق بالشركات الحكومية الكبرى صناعية كانت ام تسويقية , فان لها اعمالها التجسسية التجارية بشكل اكثر التزاما من الشركات الخاصة , كما تستعين بالاستخبارات الحكومية في المعلومات المتعلقة بالاسواق الاجنبية وكذلك بالملحقيات التجارية في سفاراتها .

ان احد الجوانب المهمة في الاستخبارات التجارية تتمثل في التحري عن السوق المنافس وعن كل مايتعلق بأسواق الشركة، حيث يتم جمعها وتحليلها خصِّيصًا لغرض اتخاذ القرار بصورةٍ دقيقة في تحديد فرص السوق، واستراتيجية الاختراق والتطوير.

ومن الناحية التنظيمية، تكون الاستخبارات التسويقية هي اسم القسم الذي يؤدي دوريّ الاستخبارات التسويقية وتحليل المنافسين واستكشاف الاسواق.

---------------------------------------

وظيفة الاستخبارات التسويقية

---------------------------------------

تتشابه الاستخبارات التجارية مع الاستخبارات العسكرية من ناحية توجهاتها الهجومية والدفاعية , حيث تعمل الاستخبارات التجارية في مجالات  :

1- تدريب قوى المبيعات وتحفيزها لمعرفة نشاطات الشركة المنافسة، والمستهلكين، والموزعين، وتجار التجزئة.

2- الرقابة الداخلية :حيث تقوم الشركات بتشغيل متخصصين لجمع الاستخبارات التسويقية عن اداء موظفيها بإرسال متسوقين مجهولين لقياس جودة الإنتاج، وطريقة تعامل الموظفين مع العملاء وجودة الخدمات المقدمة. 

3- مراقبة  منافسيها لتكوين صورة عن البيئة التنافسية الكاملة المحيطة بها ويمكن القيام بذلك من خلال شراء منتجات المنافس، ومتابعة الحملات الدعائية، وتغطية الصحافة، وقراءة تقاريرها المنشورة .

 4- تحليل المعلومات العلنية والافادة من البيانات الرسمية والاحصاءات الحكومية والاهلية وتعليقات العملاء عبر الانترنت مما يكون له الاثر الاكبر في تخطيط السياسة الاقتصادية والتسويقية .

5- خداع الشركات المنافسة ببيانات ومخططات مموهة حفاظا على اسرار الشركة والتشويش على تجسس الشركات المنافسة .

6- جمع المعلومات الخاصة بالاسواق المستهدفة لاسيما الاجنبية منها ودراسة طبائع وعادات المجتمع الدينية والفكرية ..

7- القيام باعمال تجسسية عن الشركات المنافسة ومحاولة الحصول على خططها المستقبلية وطبيعة اختباراتها على منتجاتها الجديدة ومحاولة الحصول على تركيبة تلك المنتجات .

--------------------

الصين نموذجاً

--------------------

ان من افضل الدول والشركات التي تنفذ الاستخبارات التجارية هي الشركات الصينية التي استطاعت ان تغزو العالم بمنتجاتها وحسب طلب البيئة التجارية والتنافسية لكل سوق , فهي  تدرس كافة الجوانب بما فيها  المعتقدات الدينية , كما ترسل مجساتها لمعرفة الكلف للمنتجات المشابهة من الشركات الاخرى والقدره الشرائية للمجتمع .

فهي تصنع انواع الحجاب النسائي وتصدره حسب رغبه الزبائن ونمط ملبسهم ومعتقدهم , كما تصنع سجادة الصلاة للسوق السعودي بما يختلف عن انتاجها للسوق العراقي , وهو خير استخدام للتجسس التجاري.

------------------------------------------

الاستخبارات التسويقية في العراق 

-------------------------------------------

للاسف لايوجد تطبيق ايجابي واضح لاصطلاح الاستخبارات التجارية او التسويقية في العراق , بحكم الشلل شبه التام في العمل الصناعي والزراعي والاقتصار على الشركات النفطية الحكومية وشركات خدمات المحمول الاهلية .

فالحكومة لم تشجع او تدعم القطاع الخاص بشكل علمي ومعرفي مما انتج مجموعة من الشركات الطفيلية التي انشئت على الورق واصبحت شركات وسيطة او سمسيرة تعمل لكسب مشاريع لصالح شركات دول الجوار او المنطقة دون دراسات وافية للبيئة التجارية ولمزاج المواطن العراقي .

وساهمت منظومة الفساد الحكومية في رواج التجسس التجاري في مجالات سلبية وضارة كما في الرشاوى الخاصة بالتجسس على العطاءآت الخاصة بالمناقصات الحكومية الامر الذي اتاح لسقوط الاقتصاد العراقي وبناه التحتية ومشاريعه في مستنقع عميق للفساد .

كما ساهم متنفذوا الفساد في تجريف البيئة الصناعية والابتكار , من اجل فرش بيئة استثمارية وتسويقية جعلت سوق العراق الهائل تحت رحمة منتجات تافهة ورديئة لشركات دول الجوار .

-------------

خلاصة

-------------

العلاقة بين الشركات الصناعية والتجارية والخدمية والتنافس الاقتصادي بالعموم هي بمثابة حرب شرسة مستمرة لاتنتهي ولاتبرد , فاعمال البيزنز هي اعمال صراع ازلي مادام هنالك سوق وزبون ومنتج .

وكما تحتاج الحروب الى معلومات عن العدو واختراق وتحليل وتشويش , فان الصراع بين الشركات تحتاج الى ذات المفردات في اعمالها .

ومن هنا تاتي اهمية الاستخبارات التسويقية التي تتنافس على ارضاء الزبون واقناعه بافضلية منتج ما على غيره , وهو امر يحتاج الى المعرفة والمعلوماتية التي جعلت دول بوذية تنتج افضل معدات الصلاة والتسبيح للمسلمين , والله المستعان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك