المقالات

عندما يصرخ الأموات

1976 2017-02-14

.واثق الجابري
 مؤسف جداً أن نلمس الإصرار على برامج الجهل والخرافات، وإستغلال مشاعر الأبرياء، وزراعة الإنتهازية، وصناعة الأزمات، وإبتكار سلالم من رفات الضحايا، وصعود الرقاب على أنين الثكالى؟!
مأساة أن يتحدث الساسة بلغة الإشارة كالخرسان؟! ويصرخون في الهواء، ويتفلسفون بالكلام الفارغ؟!
 نعيش سنوات لا تنتهي من القمع والضرب بالحديد والنار، ونحن ضحايا تسوقنا أقدار إختارها جلادونا، وحددوا زمانها ومكانها وأعداد ضحاياها، ونسير في عالم الأموات ويُكتب على الشواهد بلغات لا نفهمها، وكأن أسماءنا التالية؛ في عداد الخسائر ولا نعلم التوقيت، وقد مات قلوب ساستنا، وكنا نتصور أن العالم ميت ولا يسمع قضيتنا، لكنهم لم ينطقوقا مأساتنا وشواء أجسادنا، وذرنا كالنذور في أفراح أعداءنا؟!
 صمت مرير في برزخ قضيتنا ونحن نعذب بذنوب غيرنا، ودفن الضمير الإنساني، ولم يشاهد الأطفال ينحرون في المدارس والحدائق، وتباع النساء في سوق البغال، وتقطع الأغصان جرذان وتدوسنا الخنازير؟!
 إستيقض العرب من لحود النشوة وإمتصاص الدماء، وقد وصلت حرائق التاريخ الى جسد الكساسبة، وفزعوا كالجراد من الكهوف ووجوههم سوداء من دخان أجسادنا، تلاحقهم نار أضرمهوها، وسلمهم وقودها ساستنا؟!
 العرب نيام ويحلمون بلحمنا المشوي، وهمهم مضاجعة أخواتهم المهاجرات الى النكاح؛ وعميان في أدمغتهم غرائز الخنازير وقوة الوحوش، وساستنا خرسان نيام موتى لأنهم تجاهلوا القضية، وإنشغلوا ببناء كبائش تطفو على الدماء في مستنقع دناءتهم؟!
 صرخ أموات العرب من حرارة نارهم، وساستنا منتشرون في العواصم وبين مقابر لجان القضايا، وتكلمت الأمم متأخرة، فمتى يُصارحنا ساستنا؟!
 فزع العرب والأمم المتحدة من سباتهم، في وقت يعيش الدواعش خريفهم في العراق، وبداية ربيعهم في العالم، وإعتقدوا ان ضحايانا أموات ولكنهم أحياء يرزقون، ويتقهقر الجبروت على أيادي بواسلنا، ولكن بعض ساستنا متخاذلون, يلوذون بأجساد كانت ثمن لشراء الكراسي، وقدموها مكشوفة الظهر، نعم صرخ الأموات خوفاً من إنكشاف مخططاتهم ودورة الدوائر عليهم، نعم هم كذلك أموات لا يشعرون بقضيتنا بسبب إنتهازية ساستنا وإصرارهم على إستغلال مشاعرنا، وجبنهم وفقدانهم الكرامة؛ لنيل الجاه بلا شرف، وهؤولاء أموات أيضاً، وحياة النعيم لشهداءنا، وستسمعون يهدد كل عروش النفاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك