المقالات

للذئاب مشاعر لا يعرفها الدواعش

1639 2017-02-12

واثق الجابري

حقق العالم قفزات لم يترك العلم فيها حكراً على إنسان، وإقتصر التوغل فيه بمجرد تعليم ابجديات حروف لغته، ويكفي اقتناء جهاز صغير حتى يوفر كل معلومة امام عينه بعد ضغطة صغيرة في لحظات، ولم يعد لون البشرة والجنس واختلاف الثقافات والأصول ما نع من حمل العالم في جيبك الشخصي، وأغنائنا عن أمهات الكتب وتكاليف اموالها وتلذذ القراءة فيها.

العلوم قربت لنا ما لا نستطيع رؤياه إلاّ بالمجهر، وعرفتنا ان لغة الضاد وحضارة وادي الرافدين واخلاق العراقيين؛ إستطاعت إثراء الإنسانية في العصور الوسطى، وصارت وابل علينا في هذه العصور.

نيام في عالمنا الثالث وعصفت تكنلوجيا المعلومات، اربكتنا مختلف اللغات والثقافات، نركض خلف العالم ونحن نعض على اطراف ملابسنا للحاق بركب الحضارة، ولم يعد لأدواتنا (المحراث، المكَوار) استخدام، بغزو المصطاحات والأجهزة الحديثة ، لم نفهم كيف يمكن تحويل الماء الى نور والحديد الى نار تشق الجبال، نهرول خلف المصطلحات لتعريبها، فعرفنا (الهمبركر شطيرة)، وحولنا المرديان الى فلسطين، خوفا على وطنيتنا وإنحراف اخلاقنا؟!

اعتقدنا الحضارة ألفاظ واستنساخ وإسهاب في التعريب، وزيادتنا كانقصان، نشمأز من الأمبريالية والإستعمارية، ولا ندري بأناا نسير رأساً على عقب من قصور مؤوسساتنا الناقلة، فكانت الديمقراطية وحقوق الإنسان ألفاظ دخيلة نتحسس منها، لنعود الى نبش التاريخ وإستعادة الفتوحات وذبح البشر والإستمتاع بالجواري والمتجارة بالنساء، وهدم المزارات لأنها لم تكن في العصور الجاهلية؟!

نعيد تسمية وحشية اسماء الأبناء لتخويف الاعداء، ونطلق على من لا يروق لنا صفات حيوانات متوحشة وغادرة كالأفاعي والذئاب والعقارب، تجازوتها ممارسات وحوش بثياب انسان بعلنية، تديم قوتها وغرائزها بالقوة والغلبة، وهزائمها نصراً، والأخطاء مؤامرات رجعية، لمن لا يستسيغ التغيير، ويستحسن تحويل البشر الى فحم إاذا لم ينخرط في جوق المتخلين عن ارضهم وقيمهم واخلاقهم.

نبحث عن صيانة حقوق الإنسان، ولم نراجع تاريخ، علاقاتنا الأجتماعية والرفق بين بني الأنسان، والعالم تجاوزها ليبحث عن صفات الحيوان، فقد توصل الباحثون ان الذئب يمتلك مشاعر مثل البشر، خلال متابعتهم سلوكيات 12 ذئباً لمدة 254 ساعة، على مدار 5 أشهر كاملة، وجدوا ان التعاطف سمة مشتركة، ورصدوا التثاؤب البريء ينتشر بسرعة بين المجموعة، ويدفع الأفراد القريبين بالقيام بنفس الفعل، ويرتبط ذلك بمشاعر الرحمة والشفقة، وتبدأ عملية التثاؤب من الأقرب اجتماعياً ثم المجموعة، وأن انثى الجاموس تنتحر حينما يتعرضها إبنها، وتسير الطيور بشكل اسراب لتحمي نفسها، لمواجهة الرياح وتقليل المتاعب مجتمعة، وللهزيمة معنى واحد، والإنتصار إستثمار ما موجود من خيرات وهبها الباري، وترك لنا حرية الإستخدام دون عناء.

حياة البداوة إعتماد على ذات توزع المتاعب ولا تجمع الجهود، نتاجها خيمة وعمود تنتهي بلحظة احتراق، بينما المدنية: إستراتيجية جمع وتقسيم العمل لتوفير الجهد والوقت والرفاهية.

نعيش في مجتمع ذئاب لا تملك صفات كشفها الباحثون، تطاردنا بإعلام سوداء يذبح الإنسان بأسم الدين كالخراف، بينما يقترب العالم لبعضه؛ لتجاوز انفاق تاريخ مظلم يربط الحياة بالعبودية، وإستطعنا الحصول على الحاسوب، ولم نفهم تأمر الأطاحة بتاريخنا من هزات ارتداد تنمية التطرف والتكفير؟! وبدل استخدام العلم لإستخراج الذهب لرفاهيتنا، أُستقطبت العصابات الإرهابية شواذ دواعش لا يرضون حقوق الإنسان والنظامية، وليتهم ذئاب وخنازير او افاعي، حتى نقتلع نيابهم ومخالبهم ليصبحون حيوانات أليفة، لكنهم ذئاب يقودون حرب قذرة سلاحها إغتصاب يعتم عليه الجناة والضحية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك