المقالات

التعجب ! علامة فارقة في حياة المواطن العراقي

2763 2017-01-27

      تحسين الفردوسي  

علامة التعجب هي من علامات الترقيم (!), وعادةً ما تُستخدم بعد إقحام أو تعجب, لإبداء وإظهار مشاعر تعجبية من حدث ما, وعادةً تكون في نهاية الجملة.كما أن القرآن الكريم, تحدث في آياتٍ عديدة وكثيرة, عبر أساليب مختلفة من التعجب كقوله تعالى في سورة يس الآية (78) " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ"  وذكر لنا أيضاً في سورة ص الآية (5) "أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ" .مِثلَ ذلك ذكر النبي الأكرم وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) في هذه الصفة, كثير من الأحاديث أيضاً, نأخذ منها قول الأمام الكاظم (عليه السلام) " تعجب الجاهل من العاقل, أكثر من تعجب العاقل من الجاهل " وللتعجب في الشعر مجالاً واسعاً, لا يسع المقال الإسهاب في ذكره (خشية الملل) فقط نذكر المتنبي عندما قال : " ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي! .... أنا الثريا وذان الشيب والهرم ! .للمواطن هنا أيضاً حصة كبيرة, لهذه العلامة الفارقة والمهمة في حياته, لطالما وقف عليها حائراً ومذهولاً, لعدم إكمال كثير من الجمل, وعدم الحصول على كثير من الأجوبة الشافية لجراحاته المستمرة, في وطنٍ لم يتحمَّل فيه المسؤول يوماً, مسؤولية ما حصل وما يحصُل في وطنهِ وشعبهِ (!) من هنا تبدأ أول وأهم علامة تعجب .وطنٌ, أول من يدافع عنه (الفقير)! وأول من يضحي فيه (الفقير)! وأول من يُسرَق فيه (الفقير)! وأول من يُحاسب فيه (الفقير)! وأول من يَتَقشَّفُ فيه (الفقير)!, وطنٌ, تتزاحم فيه علامات التعجب, على شِفاه المسؤول ليس في نهاية كل جملة, لا بل عند أول حرف ينطق به! لأنه يُجيد التبرير لكل فشل, وبارعٌ في أيجادِ المبررات اللازمة لكل أزمة.وطنٌ فيه حشدان, حشدٌ شعبيُّ ينزِفُ الدماء تلو الدماء, لِيَروي بها نخلة النصر وشموخها, وحشدٌ مدنيٌّ تنتظِرُ نَخلَتَهُ, النزف الذي تأخَّر طويلاً, وقد لا يُروي عَطَش صبرها !.الحكماء هم أيضاً لهم حصة في التعجب, فقد قال نيلسون مانديلا:ـ (ليس حُرَّاً, من يُهان أمامَهُ إنسان, ولا يَشعر بإهانه !), ولـ جورج برنارد شو :ـ (الناجح لديهِ خطة وبرنامج, أما الفاشل فلديه تبريرات!) .   

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك