المقالات

هل يمكن شم عبق الزهور في غابة محترقة؟!

2574 2017-01-21

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

   مجتمعنا منقسم من حيث منهجية التواصل، الى قادة ومقودين، زعماء وأتباع، شيوخ ومريدين، الصنف الأول يتكلم والثاني يسمع، هم يقررون ومن يتبعهم ينفذون، الزعماء في المقدمة والأتباع خلفه، الشيوخ يتمتمون؛ ومريديهم يرددون ما تمتموه حتى لو لم يفهموه!

   هكذا؛ وبإزاء الأزمة المنفتحة على مجتمع مُتْعَب، يواصل تفككه وتدمير نسيجه الحيوي، وتراجع نموه الاقتصادي، على إيقاع عنف متصاعد، لا يتوقف المريدين عندنا، عن التباري في “إستعارة القوة المقدسة” من شيوخهم، ليستخدموها ضد أنفسهم، حتى لو اطاحت هذه القوة بحاضرهم ومستقبلهم.

   لأن مجتمعنا مُتْعَب بسبب جور السنين الغابرة، ولأن التغيير باغته على غير توقع، إذ كنا مقتنعين تماما، بأن نظام صدم والمنظومة التي ينتمي اليها، باقون لعشرات بل مئات السنوات القادمة، فإن مجتمعنا لم يكن قادرا على تأسيس طقوس وطنية ثابتة، ولذلك فإنه يواجه صعوبات كثيرة، في سعيه النهوض لوقف هذه المظلمة، التي وجد نفسه فيها، والمحصلة أن كل منا يتبنى أزمته الخاصة به.

   لا معنى للسياسة الراهنة إلا هذا المعنى، الذي لا يشي بأي أملٍ، في تغير قواعد اللعبة السياسية هنا، والساسة هنا لا يجيدون سوى النصيحة، والساسة "الناصحون" ينتمون الى فرق مختلفة متخالفة، وكل فريق أتخذ لنفسه قوةً، تدعم خطابه السياسي بإزاء فريق آخر، والأتباع وقود ماكنة القوة هذه!

   الساسة"الناصحون" ينصحوننا بتغيير عيوننا! بانتظار تغير قواعد الصراعات الدولية والإقليمية، الدائرة على تخوم وطننا وعلى أرضه، وهم لا يعملون بل لا يقدرون على تغيير الواقع، الذي هو ليس إلا ملابس متهرئة وأطمار بالية.

   إنهم يريدوننا أن نرى تلك الملابس الرثة؛ حللا جديدة بألوان زاهية، تماما مثل ما يُدعى عاشق، لأن يشم عبق الزهور في غابة محترقة! فيضعوننا أمام خيارات "أكسباير"منتهية الصلاحية...

   الساسة هنا يعتمدون طقوس ما بعد 9/4/2003، منتشين بخطابات جوفاء، مفتوحة دوما على جماعات تتبع كل منهم، جماعات تخاف بعضها بعض، يدفعها ذلك الخوف لأن تتمنى فناء غيرها، وتسعى لذلك بكل قوة، وبما يمنحها زعمائها وقادتها وشيوخها من مبررات، ومع ذلك تحلم بالعدالة والمساواة، في وطن حملوا معاولهم لهدمه!

   كلام قبل السلام: الناس هنا رهائن نزاع دائم؛ على سلطات مرتهنة لدى ساسة نخاسين..!

 

   سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك