المقالات

وانتهت حكاية اسمها داعش

1744 2017-01-20

ثامر الحجامي     هكذا كتب للعراق, أن يكون على مر التاريخ, تنتهي فيه أساطير الدول والإمبراطوريات, ففيه انتهت الإمبراطورية الفارسية, ومنه انطلقت نهاية الدولة العثمانية, وأفل نجم المملكة التي لا تغيب عن أرضها الشمس.
    قدر للعراق؛ أن يكون مسرحا للصراعات, وتكالب الدول الغازية, وحكام الجور عليه, فمن ظلم الأمويين والعباسيين, الى غزو التتار وسيطرة الأتراك, والاحتلال الانكليزي وسطوة البعث الظالم, الى الاحتلال الأمريكي, واجتياح القاعدة ومن بعدها داعش, وقدر للعراقيين أن يكونوا أدوات للصراع مرة, ومقاتلون ضد هذه الغزوات, يدافعون عن أرضهم وأعراضهم, مرات كثيرة .
    لم يتعرض هذا البلد, لهجمة في تاريخه الحديث, مثلما ما تعرض له عند منتصف عام 2014, حيث اجتاحته داعش بعد سقوط الموصل, ثم تبعتها محافظة صلاح الدين, ومحافظة الانبار وقسم من محافظتي ديالى وكركوك, وبات الإرهاب يطوق بغداد ويضرب في إطرافها, وسط انهيار المؤسسة العسكرية, وغياب القيادة التي كانت غير قادرة, على مواجهة التحديات.
     وكما هو العادة, في كل ما تعرض له العراق من خطوب وفتن, كانت تنبري لها المؤسسة الدينية, ومراجع وعلماء دين, وليس المنعمون بالسلطة والمال, كثورة العشرين ومقاومة نظام البعث والاحتلال الأمريكي, فقد انبرى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني, وأعلن فتواه المباركة, فهب رجال العراق شيبا وشبابا, ليجسدوا معاني البطولة والفداء والتضحية, ويعيدوا أمجاد تاريخهم الناصع, بمقاومة المحتلين والغزاة .
    وهكذا بدء رجال العراق وأبطاله, من جيش وشرطة وحشد شعبي, يخوضون المعركة تلو الأخرى, ويحققون النصر تلو النصر, ويحرروا ارض العراق شبرا بعد شبر, ليرفعوا الظلمة عن أهله, ويبعدوا الشر الذي استباح الأرض والعرض, واهلك الحرث والنسل, ليصلوا اليوم في موضع انطلاقته, في الموصل الحدباء, التي لاحت تباشير النصر فيها, بتحرير الجانب الأيسر منها .
     وبتحرير الجانب الأيسر, تكون معركة الموصل قد حسمت, وأصبحت داعش ميتة سريريا, فهو ضعف الساحل الأيمن, من حيث المساحة وعدد السكان, إضافة الى إن الدواعش قد استنزفت معظم قوتهم, في هذه المعارك, التي تكبدوا فيها أكثر من ثلاثة آلاف قتيل, ونفاذ ذخيرتهم وتموينهم, وتراكم الخبرة لدى القوات المحررة, التي تجاوزت أصعب الظروف, لتحول شتاء الموصل, الى ربيع مبكر هذا العام .
     ومثلما انتهت كل الحكايات السابقة, فها نحن اليوم, نشهد نهاية حكاية ظن البعض أنها لن تنتهي, وأنها ستلتهم العراق وتغير تاريخه, ولكنها انتهت من حيث بدأت, سطر خلالها أبطال العراق الغيارى أروع البطولات, ورسموا روائع الصور في التعامل الإنساني, كشف فيها زيف الكثير, وظهرت معادن الرجال الحقيقيين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك