المقالات

الساسة السنة ومشكلة الخواء الزعاماتي..!

3853 2017-01-02

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com      زمننا الذي نحن فيه، واحد من أعقد الأزمنة؛ على مر تاريخ هذه البقعة من الأرض، وما لا شك فيه أنه سينقضي، وسسينقضي وجودنا معه، لكن العراق ـ التأريخ، هذا الكائن الجغرافي العتيد، قد بدأ يتشكل منذ أكثر من ثمانية آلاف وخمسمئة عام، حيث كلكامش وانكيدو..
     العراق طيلة هذا التأريخ، كان يتخذ صورا ومساحات مختلفة في كل مرة؛ مرت أزمنة كان العراق فيها يتمدد ويتسع من الأناضول الى جنوب البحرين”دلمون” من الشمال الى الجنوب، ومن عيلام الى مصر من الشرق الى الغرب، ثم ينكمش في أزمنة أخرى، تبعا لصولات الزمن عليه ، فيقتصر على بعض “بغداد”!
     مستعيرا تعبير الرئيس السوري بشار الأسد، بعد تحرير حلب، حينما قال أن الزمن بعد حلب تحول الى تأريخ، يحول أبناؤنا الزمن الى تاريخ أيضا، وهم يقضمون تفاحة نينوى، بهدوء يشوبه حذر، لكنه هدوء المنتصرين، وحذر الأشاوس، ثمة حراك سياسي معقد متشابك متعدد المسارات والمعطيات..
     مصالحة مجتمعية، تسوية وطنية، تسوية تاريخية، مصالحة وطنية، تسميات تصب في نهاية المطاف، في نهر رغبة العراقيين؛ بالخروج مما هم فيه من مأزق تأريخي.
    لاشك أن عداد توقيت “إختفاء” داعش، يوشك على أن ينتهي أجله، ولأن الساسة منشغلون بترتيب أوضاعهم السياسية تبعا لذلك، فإنهم لايجدون متسعا من الوقت، للنظر الى مسافات أبعد من زوال داعش، أو ما بعده بقليل، ولأنهم تعودوا التناحر السياسي، الذي تحول الى “حرفة” و”مهارات” لديهم، فإنهم حولوا قضية الخروج من المأزق التأريخي، الذي وضعنا فيه زمننا المأزوم، الى لعبة تغالب سياسي.
    كمتابع وكإعلامي وكسياسي، لا يحتل مكان بين هؤلاء المتناحرين، بل أقف وسط مجموعة مهمتها صناعة الرأي، أحاول أن أنظر الى مسافة أبعد مما ينظرون، ولا أجد بداً من أن أذكرهم، بأن الأمر يفترض بهم القفز فوق كل السياسات الصغيرة، والإشتراطات السقيمة، والتي تدعو أحياناً إلى الريبة والتقزز والقرف، وتصريحات الساسة المأزومين، تكشف عقليتهم البائسة وقصر نظرهم.
     على الساسة وهم يسعون الى البقاء في مساحة التأثير، فإن من المهم أن يعوا؛ أننا لحد الآن لم نكمل بناء عناصر الدولة، وأن الذي أنجزناه، وإن كان كبيرا بالألتفات الى الوراء، لكنه ما زال بعيدا أن يوصف بأنه “دولة كاملة”، وإذا كانوا راغبين بأن نبني “دولة كاملة”، فلا بد أن يتخلوا تماما عن الصغائر، ومن السياسات الفراغية، ليتوجهوا صوب السياسات الكبيرة؛ التي يتعين أن تمتد إلى البعيد..
    كلام قبل السلام: على الساسة السنة تحديدا؛ الآن قبل الغد أن يقتنعوا؛ أنه لا بد من تلك الجراحة العميقة في الدماغ السياسي العام، وهذا لن يتأتى إلا بالجلوس وبلا ملل الى مثلائهم الشيعة والكرد، متخلين عن الخواء الزعاماتي الذي تخطاه الزمن، وإذا لم يبادروا الى ذلك بود ومحبة، فإن الوسط السني؛ قادر على أن يفرز قادة أكثر قدرة على تمثيله، من هؤلاء الذين كانوا سببا في تخريب علاقته مع شركاء الوطن.
    سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك