المقالات

الساسة السنة ومشكلة الخواء الزعاماتي..!

3232 2017-01-02

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com      زمننا الذي نحن فيه، واحد من أعقد الأزمنة؛ على مر تاريخ هذه البقعة من الأرض، وما لا شك فيه أنه سينقضي، وسسينقضي وجودنا معه، لكن العراق ـ التأريخ، هذا الكائن الجغرافي العتيد، قد بدأ يتشكل منذ أكثر من ثمانية آلاف وخمسمئة عام، حيث كلكامش وانكيدو..
     العراق طيلة هذا التأريخ، كان يتخذ صورا ومساحات مختلفة في كل مرة؛ مرت أزمنة كان العراق فيها يتمدد ويتسع من الأناضول الى جنوب البحرين”دلمون” من الشمال الى الجنوب، ومن عيلام الى مصر من الشرق الى الغرب، ثم ينكمش في أزمنة أخرى، تبعا لصولات الزمن عليه ، فيقتصر على بعض “بغداد”!
     مستعيرا تعبير الرئيس السوري بشار الأسد، بعد تحرير حلب، حينما قال أن الزمن بعد حلب تحول الى تأريخ، يحول أبناؤنا الزمن الى تاريخ أيضا، وهم يقضمون تفاحة نينوى، بهدوء يشوبه حذر، لكنه هدوء المنتصرين، وحذر الأشاوس، ثمة حراك سياسي معقد متشابك متعدد المسارات والمعطيات..
     مصالحة مجتمعية، تسوية وطنية، تسوية تاريخية، مصالحة وطنية، تسميات تصب في نهاية المطاف، في نهر رغبة العراقيين؛ بالخروج مما هم فيه من مأزق تأريخي.
    لاشك أن عداد توقيت “إختفاء” داعش، يوشك على أن ينتهي أجله، ولأن الساسة منشغلون بترتيب أوضاعهم السياسية تبعا لذلك، فإنهم لايجدون متسعا من الوقت، للنظر الى مسافات أبعد من زوال داعش، أو ما بعده بقليل، ولأنهم تعودوا التناحر السياسي، الذي تحول الى “حرفة” و”مهارات” لديهم، فإنهم حولوا قضية الخروج من المأزق التأريخي، الذي وضعنا فيه زمننا المأزوم، الى لعبة تغالب سياسي.
    كمتابع وكإعلامي وكسياسي، لا يحتل مكان بين هؤلاء المتناحرين، بل أقف وسط مجموعة مهمتها صناعة الرأي، أحاول أن أنظر الى مسافة أبعد مما ينظرون، ولا أجد بداً من أن أذكرهم، بأن الأمر يفترض بهم القفز فوق كل السياسات الصغيرة، والإشتراطات السقيمة، والتي تدعو أحياناً إلى الريبة والتقزز والقرف، وتصريحات الساسة المأزومين، تكشف عقليتهم البائسة وقصر نظرهم.
     على الساسة وهم يسعون الى البقاء في مساحة التأثير، فإن من المهم أن يعوا؛ أننا لحد الآن لم نكمل بناء عناصر الدولة، وأن الذي أنجزناه، وإن كان كبيرا بالألتفات الى الوراء، لكنه ما زال بعيدا أن يوصف بأنه “دولة كاملة”، وإذا كانوا راغبين بأن نبني “دولة كاملة”، فلا بد أن يتخلوا تماما عن الصغائر، ومن السياسات الفراغية، ليتوجهوا صوب السياسات الكبيرة؛ التي يتعين أن تمتد إلى البعيد..
    كلام قبل السلام: على الساسة السنة تحديدا؛ الآن قبل الغد أن يقتنعوا؛ أنه لا بد من تلك الجراحة العميقة في الدماغ السياسي العام، وهذا لن يتأتى إلا بالجلوس وبلا ملل الى مثلائهم الشيعة والكرد، متخلين عن الخواء الزعاماتي الذي تخطاه الزمن، وإذا لم يبادروا الى ذلك بود ومحبة، فإن الوسط السني؛ قادر على أن يفرز قادة أكثر قدرة على تمثيله، من هؤلاء الذين كانوا سببا في تخريب علاقته مع شركاء الوطن.
    سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك