المقالات

بعث النبي محمد"ص" لإنقاذ الناس من الدواعش

2050 2016-12-16

عباس الكتبي

قال تعالى:( وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ).

كل من يطلع على الكتب التاريخية، التي كتبها علماء الإسلام ومؤلفوه، يجد ان العرب قبل الإسلام،كانوا يعيشون أوضاع وحياة مزرية،مليئة بالفوضى،والتخلف،والجهل،على المستوى:الأخلاقي،والأجتماعي، والأقتصادي،والديني.

القران الكريم يصوّر لنا مشاهد فظيعة ومرعبة عن حياة العرب،في العهد الجاهلي،كالشرك في العبادة( الانعام 100،والنجم19)،والإنكار للمعاد( سبأ 7و8)،وهيمنة الخرافات(المائدة103،الاعراف157)، والفساد الاخلاقي( البقرة219)،ووأد البنات(التكوير7و8،الاسراء31)، والاستقسام بالازلام،والنسيء،والربا،وكثير من هذه المفاسد التي ذكرها الله عز وجل،في كتابه الكريم.

حقيقة ان العرب كانوا نموذج للإنسان الحريص الطامع بالماديات،فهم لا يتقيدون بأي فعل من أجل المال والربح،حتى ولو أتى من خلال الاغارة، والقتل،والسلب،والنهب،وقد سجل التاريخ ما يقارب من( 1700) وقعة وحرباً،دامت بعضها الى مائة عام، وتوارثتها اجيال،وربما كانت بعضها بسبب قضية تافهة،وكان عندهم ولع وشغف كبير بالحروب.

يقال:ان أحد الاعراب،سأل النبي"صلى الله عليه وآله"،-بعد،انسمع وصف الجنة منه وما فيها من نعيم-وهل فيها قتال؟

ولما سمع الجواب بالنفي قال:إذن لا خير فيها!!

كما ان المرأة عندهم لا تحضى بأي منزلة ومكانة،وكانت تباع وتشترى كالمتاع،وكانت محرومة من الحقوق الأجتماعية والفردية،حتى حق الإرث.

ابن خلدون،يقول في مقدمته ص149:(إنهم-أي العرب الجاهلية- بطبيعة التّوحش الذي فيهم أهل أنتهاب وعيث،ينتهبون ما قدروا عليه ... وكان ذلك عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم،وعدم الإنقياد للسياسة،وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له.. ويضيف قائلا:فطبيعتهم انتهاب ما في ايدي الناس،وإن رزقهم في ظلال رماحهم، وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه،بل كلما امتدت أعينهم الى مال أو متاع أو ماعون أنتهبوه).

السيدة الزهراء عليها السلام،وصفت حالة المجتمع قبل الاسلام بخطبتها امام المسلمين،ومما جاء فيها:(وكنتم على شفا حفرة من النار،مذقة الشارب، ونهزة الطامع،وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام،تشربون الطرق، وتقتاتون القدّ والورق،أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم،فأنقذكم الله تعالى بمحمد بعد اللتيا والتي).

في هذا الوقت الذي كان فيه العرب منغمسين بالرذيلة،وغارقين في ظلام دامس،من المعاناة والشقاء في الحياة،أشرقت الجزيرة العربية،وبيئة الحجاز بمولد النبي محمد"صلى الله عليه وآله،فلم يمض زمن طويل الاّ وملأ نوره أرجاء المعمورة،فأنقذهم من التخلف،والجهل، وغيرهم تغييراً جذرياً،وأسس لهم حضارة أنسانية عظمى في زمن قصير.

اليوم الحركات الإرهابية في المنطقة، التي تحمل الفكر المتطرف الظلامي الجاهلي،أعادت إلينا ما صوّره القرآن من مشاهد،وكتبه علماء التاريخ عن حياة العرب قبل السلام،فالممارسات هي نفس تلك،من قتل،وأغارة،وسبي، وسلب،ونهب،وكثيرة هي الفضائع والفضائح التي مارستها الحركات الارهابية في العراق والمنطقة، كداعش وغيرها.

عندما أشاهد الناس في الموصل ،وفرحتهم الكبيرة بالقوات الأمنية، التي أنقذتهم من قبضة داعش، يشعرونك بمدى الألم،والحزن،والشقاء الذي عانوه من الأرهابيين،وكأنهم كانوا في سجن عميق،أو في وادٍ سحيق،أو على شفا حفرة من النار، فأنقذهم الله بالقوات الأمنية.

القوة الأمنية بجميع صنوفها، والحشد الشعبي بكافة مكوناته،هدفها إنساني ووطني،جاءت لتخليص وانقاذ العراقيين من هذه الزمرة الوحشية الظالمة،والغاصبة،والقاتلة،والمجرمة، المسماة بداعش،وهذا الهدف هو أمتداد للرسالة المحمدية الأصلية، التي جاءت من أجل الناس،وتحريرهم من دواعش الجاهلية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك