المقالات

التحالف الوطني اخفاقات ومسؤوليات

1637 2016-12-11

واثق الجابري ظواهر سلبية؛ أنتجت سلبية الإعلام والثقافة الإجتماعية، وضاع في ضجيجها  ملامح دولة المواطنة؛ ببروز المواطن والحزب والطائفة والقومية والعشيرة، وما أفراد الشعب المجتمعين؛ إلا توابع متفرقة لحلقات أضيق تنطوي على عناوينها، وتمنع طبيعتها إكمال سلسلة الموطن، وتفترق لتبعد في أدنى حدود المشتركات؛ الى مكنونات راغبة بالإنفصال والإحتراب، وتُقسم المجتمع الى رغبات ذاتية؛ تدفع المجتمع الى شتاته بصورة لا إرادية.
الحديث عن يوميات السياسة يشعرك بالملل؛ عندما لا يحلو لمعظم العاملين  في مجالها؛ إلا الطعن بذاتهم وذاتها، وكأن الديموقراطية عالم غرائب وأنجحها الشواذ.
يدّعون حب الوطن وأياديهم تهدم جدرانه، ويتحدثون عن الوحدة وأفكارهم شتى؛ يتلاعب فيها جملة المفلسين والكالحين، اللذين يغيضهم أن يكونوا مفردة من جمع مشارك في بناء دولة مواطنة؛ تساوي الحقوق وتُقسم الواجبات، وبذلك لا يستسيغون إلاّ لغة التخوين والتشكيك وإشاعة نظرية المؤامرة وسوء الظن.
ما نتحدث عن قوى فقدت بوصلتها وشعبيتها؛ فيقع الحاكم بدور المعارض، والمعارض بدور المخرب، والمسؤول بلباس الدكتاتورية والشخصنة والحزبية؛ دون إدراك أن القوة الأكبر مُطالبة بالنجاح ومسؤولة عن الفشل، ولها أكثر تمثيل شعبي له مطالب، وعليها واجبات أكثر تمثيل سياسي، وفي العراق يتحمل التحالف الوطني تلك المسؤولية؛ في دولة كادت تفقد ذاتها وشعبها وحدودها وسيادتها، وهاجمها الفساد والإرهاب، وما يجعل التساؤل أكبر حين لا يجتمع التحالف من عام 2010 الى 2016م؛ إلاّ حين الإنتخابات ويتفرق بعد توزيع السلطة.
دعونا نبحث عن أسباب الخراب والدمار، ولا طرف من حقه التنصل من المسؤولية وإلقاء كرته في ساحة الآخر، ويتفنن الساسة وإعلامهم على إجادة اللعب بمشاعر البسطاء، وكيف يتحدث قادة التحالف الوطني عن الفساد  وتغلغل الإرهاب وبيدهم نصف السلطة والبرلمان؟! أو كيف تجد القوى الآخرى أكبر قوة متفرقة تجذب لطرف منها وتترك آخر، ومن يتحمل ضياع ثروة العراق والأرامل والأيتام التي خلفها الإرهاب والفساد، وإذا كنا نُقر بالمسؤولية فالخلل بالأكثرية الحاكمة، التي سعت بعض أطرافها الى تفرق المصالح المشتركة ومسؤولية حفظ سيادة الدولة وبناءها؛ على مصالح دونية؛ من شأنها تحقيق رغبات من لا يُريد للعراق خيراً؟!
إن التحالف الوطني أمام مسؤوليات كبيرة وفرصة لا يمكن تحقيقها؛ إلا من خلال توحيد صفوفه وخطاباته، ورسم رؤى مستقبلية تضمن سلامة وأمن العراق،  وإحتواء المكونات، وتعويض ما فاته من فرص بناء الدولة التي شتتها فرقته وتناحره.
إلتئام التحالف الوطني يُشكل ضغطاً سياسياً على مركز القرار، وتحديد مشتركات الخروج من الأزمات؛ بإستخدام وسائل ديموقراطية لتفعيل العمل الحكومي والبرلماني.
عندما إختار الشعب ساسة يمثلوه؛ فأن خياره بحث العقلانية والوحدة وبناء الدولة، وما على القوة الأكبر إلا تنظيم نفسها وخطاباتها، وإدراك أن العراق يحمل مقومات النجاح وتجاوز الأزمات؛ في حال تجاوز ساسته حساباتهم الضيقة، وعلى هذا الأساس لابد  على تفعيل عمله المؤسسي ولجانه التي  تشكلت، وتلافي الأخطاء السابقة، وعندما يتوحد الممثل الأكبر للشعب؛ حتما ستلتأم بقية الأطراف، ويدور فلك العمل السياسي حول محور الوطن، ونحو رغبة وأمنيات المواطن، وتنتهي تلك السلبية السياسية والإخفاقات، التي جعلت الشعب شتات متناحر؛ بإعلام سلبي روج لثقافة الإنقسام.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك