المقالات

الساسة السنة والحاجة الى عملية جراحية باهظة التكاليف !

2074 2016-12-09

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com     كشف موقف الساسة السنة، من التصويت على قانون الحشد الشعبي، عن جزئية لا تتعلق بالمواقف السياسية، أو بإفتضاح أمرهم، وإنكشاف إرتباطاتهم الخارجية على نحو مخزٍ، بل عن نهم مفرط نحو مراكز السلطة.
    لقد إشترط ساسة السنة عدة شروط، يتعين على الحكومة والتحالف الوطني تنفيذها، كي يصوتوا على مشروع القانون، وبعض تلك الشروط طلبوا تنفيذها؛ قبل التصويت على القانون، كضمانات تدفع مقدما؛ شأنهم شأن السماسرة العقاريين، حينما يشترطون دفع أجور الدلالية مقدما!
    من بين تلك الشروط؛ أنهم أرادوا أن يترأسوا قيادة الحشد الشعبي! ( يامن تعب يامن شكَى، يامن على الحاضر لكَى) كما أشترطوا أن تكون رئاسة أركان الحشد لهم ( كي يديروا الأمور القتالية على هواهم، أو أن يأخذوا أبناءنا الى حيث يريدون، كما في سبايكر)، وإشترطوا أيضا أن توكل الدائرة الإدارية والمالية في الحش إليهم ! (ودع البزون شحمة)، واشترطوا أن تكون لهم، نسبة 45% من هيكلية ومنتسبي الحشد الشعبي، وهذا مخالف لنسبة السكان السنة من مجموع العراقيين، كما أنه شرط هدم وليس وسيلة بناء.
    الحقيقة أن هذه الإشتراطات، ليس الغرض منها فقط الحصول على إمتيازات، مع أن ذلك يقع في مقدمة إهتماماتهم، لكنها تقع ضمن ما تميزت به عمليتنا السياسية، من نهم الساسة المفرط نحو المراكز التنفيذية، وهذا يكشف عن عدة أمور، أما كل واحد منها على حدة أو مجتمعة، وهي تتراوح بين الدافع الشخصي، والنوازع الفردية، وحب السلطة وجاهها، وما توفره من منافع مادية، وعدم وجود ثقافة المعارضة وتبني مطالب الجماهير.
    لقد تسبب هذا النهم بتزاحم شديد على تلك المراكز، وتحول التزاحم في مراحل كثيرة من مراحل عمليتنا السياسية، الى مشكلة مستعصية الحل، ومن إنعكاسات التزاحم وتداعياته، إستحداث الكثير من المناصب والمراكز الوظيفية، وإستحداث مؤسسات فضفاضة وبعناوين مختلفة، ويقدم عدد نواب رئيس الجمهورية، ونواب رئيس مجلس النواب، ونواب رئيس الوزراء، والوزراء ومستشاري رئاسة الوزراء، ورؤساء الهيآت المستقلة، وقادة الأجهزة الأمنية المتعددة، وعدد أعضاء مجالس المحافظات، ووكلاء الوزراء، ورؤساء المؤسسات والمديرين العامين وغيرها، أرقاما مفزعة.
    كلام قبل السلام الإدارة الحكومية العراقية ليست مترهلة فحسب، لكنها مصابة بتضخم لا تجدي معه العلاجات قط، وليس من سبيل إلا بعملية جراحية، باهظة التكاليف على الصعيد السياسي والوطني، ومن بين اسباب هذا الترهل؛ تقف المحاولات الدائمة لإرضاء الساسة السنة في المقدمة…!
   سلام..    
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك