المقالات

الأربعينية زحف إنساني لا يتوقف

1685 2016-11-27

  واثق الجابري خلافاً لما خطط له الدولة الأموية والخوارج وما يليهم من إرهاب؛ تبقى شهادة الإمام الحسين عليه السلام؛ منعطف تاريخي ونقطة فاصلة لحفظ الرسالة المحمدية، ونهج حشدي يُقارع الأنظمة الظالمة والإرهاب، ويُدافع عن مباديء الإنسانية وإحياء دين الإسلام، ويرفض الإنحراف وقطع الرؤوس وأكل الإكباد والطائفية؛ بمشاريع بأسم الإسلام ومحتوها إذلال المسلمين.
عشرون مليون زائر كل عام؛ فاق توقعات المحبين قبل الحاسدين، وسجلت الكاميرات مواقف الإنسانية والكرم والتمسك بالمباديء.
رجل لا مثيل له بالأرض؛ قصده الملايين؛ متحدين الإرهاب ومصاعب السفر من شعوب شتى ولغات مختلفة، فسجلوا رقماً لا أضخم منها في العالم، وشكلوا حداد يشعل شموع منهج العدالة والعطاء، ويرفع من همم الرجال للدفاع عن القيم.
مواقف لا شبيه لها من الكرم والعمل الطوعي؛ ومشاهد لا تغيب عن الناظر المتبصر الباحث عن الحقائق، وكرم وخدمة وتقديم ما لذ وطاب تعبير عن قيم لا مثيل لها بالعالم، وفرق طبابة وسيارات نقل وإغاثة، وصور للشهداء ومشاهد بطولات ورسومات ومحاضرات ونصائح شرعية، وقلوب مفتوحة بالحب والإنسانية والخُلق، ومشهد ينقلك بلا كلل ولا ملل ولا تعب؛ حين تحملك الأقدام الى قبلة الشهادة والحرية، وصوت يشع للعالم نوراً؛ من مدرسة رسمتها الطرقات والمشاهد المواقف، وطبعت على ذاكرة الأجيال؛ بفطرة وشعور إنساني.
إن الجموع مليونية؛ لا يعرف أحد كيف يتحركون ومن أذن بساعة إنطلاق هذا وعودة ذاك، وكأن عناية خفية تنظم تلك المجاميع وتآلف قلوبهم، وكيف يقسم الطعام والمنام والخدمة، التي يتشرف بها كل رئيس ومرؤوس، وأكثر من 20 يوم من المسير من كل بقاع العالم الى حيث قبلة الثوار والأحرار، والخدمة الكبيرة التي يتصاغر فاعليها أمام جلالة سيدهم وقائدهم الإمام الحسين عليه السلام، وأي شعب عظيم انتهل من هذا الفكر ليستضيف ملايين من أكثر من 80 دولة، ويُعلمهم الخدمة والصبر والتفاني؛ وفكر ينجب أجيالاً لا تتراجع عن مبادئها وشرفها وكرامتها؛ فأي رسالة إنسانية حملها الحسين العظيم؛ لكي يقنع ملايين بعد مئات السنين برسالته الإنسانية.
قدم الحسينيون درساً كبيراً، وتجربة إختبار الوطنية والأخلاق، وإجتمعوا بمختلف المكونات والأديان لرفض الظلم والفساد والإرهاب.
عند الحسين تتحرر الذات، وتنطلق النفوس الى فضاء العطاء والكرم والإباء، وتنصهر الأرواح في حب الخدمة والتفاني والدفاع عن الإنسانية، ومنه عظيم التجربة وصور ومشاهد يسجلها العالم، وفي هذا العام أنتشرت صور الشهداء على طريق الزوار؛ لتثبت أنهم فخر الإنسانية وعلى طريق سيدهم ومعلمهم وملهمهم الشجاعة والغيرة، ويستطيع المتابع القول: ان غالبية الشعب العراقي شاركوا بكرنفال الإباء وتعلموا دروس المنهج الحسيني وشاركوا بخدمة طوعية؛ ثمرتها الصبر والعطاء الوطني الإنساني، ومن طريق الإمام الحسين نستلهم دروس كبيرة أهمها؛ أنه رافد أساس للحشد المقدس الذي قدم خدمة جليلة للإنسانية، وأعاد الكرامة للعراق، وكسر كل المخططات الإرهابية الطائفية المنحرفة، وأن الثورة التي لم توقفها السيوف؛ لا تستطيع كلمات صحيفة طائفية إيقاف زحفها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك