المقالات

مسيرة الأربعين مدرسة الإنضباط


عبد الكاظم حسن الجابري

تعد مسيرة الأربعين من أكبر الفعاليات الشعبية, التي يمارسها شعب من شعوب الأرض, فهي مسيرة مليونيةتعدت العشرين مليونا, وهي متواصلة على مدة تجاوزت العشرين يوما. تمتاز هذه المسيرة بالبعد الروحي, والتعلق بالقدسية التامة للإمام المعصوم عليه السلام, وتحظى بأهمية بالغة في نفوس المؤمنين, فهي -زيارة الاربعين- تعد علامة من علامات المؤمن, كما عدّها الإمام العسكري عليه السلام.

دفع الشيعة وعلى مدى قرون, ضرائب باهظة, في سبيل الحفاظ على هذه المسيرة,وإستمرار ديمومتها, فأعطوا أموالهم, وأجسادهم, وأرواحهم في سبيل الوصول إلى قبر الحسين عليه السلام في يوم الأربعين, مواساة لآل البيت عليهم السلام, ورجوع سباياهم من الشام إلى كربلاء في هذا اليوم.

هذه المسيرة المليونية, رسمت لوحة جميلة من العطاء, ومن التنظيم الذاتي أو الإدارة الذاتية, فالتجمعات غالبا ترعاها دول وحكومات, ورغم وصول بعضها إلى مئات الآلاف, إلا إننا نرى إن تلك الحكومات تصرف الكثير من الجهد والأموال والحمايات الأمنية, ومع ذلك تحدثت بعض الخروقات, أو الإحتكاكات بين المتظاهرين أنفسهم.

في مسيرة الأربعين الكربلائية, لا نجد جهة معينة تشرف أو تنظم الزيارة, والأعداد المشتركة من الزائرين تفوق قدرة الدولة على أدارتها, ومع ذلك نجد إن المسيرة وعلى مدار أكثر من عشرين يوما, نجدها مسيرة منضبطة,يتخادم فيها الجميع, فلا صدام ولا صراع, ولا تخاصم ولا نزاع, بل هي مسيرة للسكون والهدوء والطمأنينة, يشعر بها السائر. مسيرة الأربعين مسيرة عظمى, يجب أن تُخًلًد وتُدَرَس, وعلى من يريد أن يعرف التنظيم وحسن الإدارة, فلينظر لهذه الجموع الزاحفة صوب كربلاء, والتي أعطت صورة ناصعة للسلم والتضامن وحسن الإدارة والإنفاق. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك