المقالات

اليسار العراقي؛ صلاة بلا وضوء..!

3277 2016-11-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

     ثمة حكاية سمعتها منذ أمد طويل، تقول أنه كان في إحدى القرى رجل لا يصلي، وبسبب ذلك فإنه، لم يكن مرحبا به في مجتمع رجال القرية، التي كانت الصلاة ومسجدها محور إهتمامهم.

     أحد صلحاء القرية؛ أعتقد أن هذا الرجل الذي لا يصلي؛ يتوفر على بذرة خير، فقد وجده يوما يزيح الأحجار عن الطريق، وعندما ساله عن سبب قيامه بذلك، أجابه الشخص الذي لا يصلي: حتى لا يعثر بها الصبيان فيجرحوا.

    استثمر "الشخص الصالح" هذا الموقف، وحدث صاحبنا عن الصلاة وفوائدها، لكن ذلك لم يلق رواجا لدى الذي لا يصلي، فما كان من "الصالح"؛ إلا أن وعده بمكافأة مالية، إن هو ذهب معه الى المسجد وصلى، فوافق "صاحبنا" وتواعدا يوم الجمعة!

    "صاحبنا" الذي لا يصلي ذهب الى المسجد يوم الجمعة، ووقف الى جانب من وعده بالمكافأة المالية، وتوقع أن يدس بيده المكافأة قبل الصلاة، لكنه لم يفعل..إنتظر الرجل الى أن بدأ الخطيب بخطبة الجمعة، ولكن "الصالح" لم يمد يده الى جيبه، فقال الذي لا يصلي في نفسه؛ ربما سيعطيني المكافأة بعد الصلاة..

     إنتهت الصلاة وأنفض الرجال خارجين من المسجد، خرج صاحبنا معهم أيضا لاحقا بالصالح، مطالبا إياه بالمكافأة! لكن الصالح ردعليه؛ بأن الجائزة في الحقيقة هي نعم الثواب في الآخرة..!

     غضب الذي لا يصلي؛ من (التكتيك) الذي استخدمه الصالح معه، فما كان منه إلا أن قال له ببساطة: كنت أتوقع منك مثل هذا الغدر، ولهذا صليت معكم بدون وضوء.!

    اليسار العراقي وأدعياء المدنية، يتحدثون عن الديمقراطية كثيرا، لكنهم لا يقبلون بنتائجها وبمخرجاتها، هم معنا في العملية السياسية منذ 2003، تبوأوا مقاعد في البرلمان، وشغلوا مراكز حكومية ورئاسية أيضا، وتجدهم في كل مفصل من مفاصل الدولة، لكنهم دائبي الشكوى منها..

    تعرض الوطن لأخطار جمة، فنأوا بأنفسهم عنها بحذاقة، كانت جثث الشيعة تملأ الشوارع، والحسينيات والمساجد والمواكب، والمشاة الزائرين يتعرضون الى القتل كل دقيقة، في تلك الأوقات لاذ اليسار والمدنيين، بالخمارات والمواخير ومجالس السهر، إذ لم تكن تلك الأماكن هدفا للإرهاب التكفيري!

    احتل داعش التكفيري، ومعه الحلف البعثي العربي ثلث أرض العراق، لكن اليسار العراقي ومعه أدعياء المدنية، كانوا يردحون شامتين في ساحة التحرير، ينددون بالقوى الإسلامية وبقيادتها للعملية السياسية، وكان وما يزال جل همهم إزاحة القوى الإسلامية بأي ثمن، وكانوا في كل ذلك؛ يتلقون دعما خارجيا مكشوفا، إن بالأموال أو بالدعم الإعلامي والتغطية السياسية، وكانوا لا يخجلون من ذلك، بل تراهم يفخرون به ويعلنونه.

    في تلك الأثناء كانت القوى الإسلامية تزج بخيرة شبابها في معارك التحرير، وتحررت أجزاءا واسعة من  دنس الدواعش، بدماء متطوعي القوى الإسلامية المجاهدة، لكن اليسار العراقي ومعه المدنيين، ما زالوا يردحون ضد الإسلام في ساحة التحرير، لم يرفعوا بندقية واحدة من أجل العراق، لم يريقوا قطرة دم واحدة من أجل شرف العراق.

    لقد كانوا بالحقيقة طابورا خامسا لداعش، وشركاء علنيين بتدمير قيمنا وثوابتنا؛ بلا خجل أو مواربة، وآخرها إحتجاجاتهم المخجلة، على قرار يتعلق ببيع وإستيراد وتصنيع الخمور، والذي أتخذه البرلمان وفقا لمباديء الديمقراطية التي ينادون بها.

    كلام قبل السلام: لقد شارك اليسار العراقي والمدنييون في العملية السياسية. ولكن بلا وضوء!

    سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك