المقالات

الوهابية؛ صداقة مع اليهود وعداء للشيعة..!|| قاسم العجرش

2527 2016-09-25

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

منذ بعض يوم؛ كنت أقرأ في مقال لكاتب"سعودي"، كتبه في صحيفة تصدر في الرياض، عاصمة مملكة الحجاز، الذي سعودته قبيلة آل سعود، فصادرت أسمه التأريخي، لتحوله الى المملكة العربية السعودية، وهو أسم مرتبط بهذه القبيلة، وليس له عمق تاريخي، أو بقية من تراث على الإطلاق!

في هذا المقال روج الكاتب الى فكرة مؤداها، أن سبب سيادة نزعة التظرف والضلال، وهو الأسم الذي بدأ الإعلام السعودي، يطلقه على الحركات التكفيرية، هو المشكلات والإضطرابات التي شهدتها المنطقة العربية، عقيب نهوض الشعوب بربيعها العربي، ضد الحكام المستبدين، من أمثال القذافي وبن علي ومبارك وبشار الأسد، ونسي او تناسى هذا الكاتب النحرير، الجذر الفكري للحركات التكفيرية، وأغمض عينيه عن مصادر تمويل تلك الحركات.

الحقيقة التي يتغاضى عنها كثير من الكتاب، هي ان المجتمعات الإسلامية الراهنة، تموج بالفكر التكفيري، الذي اسرف معتنقوه بتضليل الناس وتكفيرهم، حيث يقوم التكفيريون بمحاكمة جميع البشرغيابيا، لأن البشر جميعا متهمين دائما بمعتقداتهم، ومحاكمات التكفيريين قطعية النتائج، لأنهم يعتقدون انهم وحدهم، يمتلكون الحقيقة وزمامها، وأن ما يقولونه ويقررونه هو الحق المطلق!

يشهر التكفيريون سيوفهم على المسلمين أولا، وبالمناسبة فإنه تعالى تقدس أسمه؛ يجلس على سيف في عقيدة التكفيريين، كما هو بائن في علم مملكة آل سعود، وهم يعتقدون أن كل المسلمين يمثلون ضدهم النوعي، لا سيما الشيعة منهم، فهم النقيض الحتمي للتكفيريين، بكل تفاصيلهم ومعتقداتهم وآرائهم.

بلحاظ ان المذاهب الأربعة التي تشكل العمود الفقري، للسنة المسلمين في العالم، تواجه تحد لوجودها، بسبب أن التكفيريين يقولون أنهم سُنة، وهي حقيقة لا مراء فيها، فالتكفيريون خرجوا من رحم المذهب الحنبلي، أحد مذاهب السُنة الأربعة، وتمددوا الى المذهب الحنفي عبر بوابة الأخوان المسلمين، الرحم الثاني الذي خرجت منه الجماعات المتطرفة، بعد رحم الوهابية وآل سعود، ولم يحصل لغاية اليوم، أن تبرأت القيادات الدينية السُنية من التكفيريين، وغاية ما قامت به هذه القيادات، هو تململ حذر!

الوهابية؛ ذلك الرحم الموبوء بالتطرف العنيف، الذي يتخذ من شريعة الله تكأة له، يقتلون المسلمين الشيعة الأبرياء أينما ثقفوهم، لمجرد أنهم يخالفونهم في الرأي، وهم دائما يتوعدون الشيعة بالإبادة، على ألسنة كبار رجال الدولة السعودية، وبلا إنكار أو وجل أو خجل، متناسين وجاحدين عن عمد، المبادئ التي جاء بها الإسلام، في توقير التعددية واحترام الاختلاف.

وثمة شيء آخر؛ هو أن التكفيريين، ابناء بيئة وطنت علاقات وثيقة مع الهيود، ودولة إسرائيل الصهيونية، والصلات الرسمية لمشايخ الخليج، لم تعد تجرى بالخفاء، بل هي حقيقة واقعة، والتكفيريون ليسوا أعداءا لليهود قطعا، وهم يتعاملون بأريحية بالغة معهم، وإتصالاتهم وتواصلهم بات شائعا الى حد التواتر، ولا يحتاج الى مصاديق أو أدلة، مثلما لا يحتاج إستهداف الشيعة الى دليل، لأن القوم جعلوه منهجا يتفاخرون به.

كلام قبل السلام: ترى هل يمكن للسُنة إعادة إكتشاف دينهم؟!

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك