المقالات

قمة بلا قيمة فلماذا تجتمعون؟! | واثق الجابري

1216 2016-07-29

قمة بلا قيمة؛ واحدة من بين آلاف التعليقات العراقية والعربية؛ على القمة العربية في نواكشوط، وإختصار لبيانات إنشائية مجترة من خطابات في وادي، وكواليسهم في وادي أبعد ما يكون عن شعوبهم.

القمة تعني؛ إجتماع قمة قرار الدولة من رؤوسائها، وصناع سياساتها الداخلية والخارجية.

إجتمع العرب وليتهم لم يجتمعوا؛ إجتمعوا على شقاقهم ونفاقهم وكذبهم على بعضهم، وكأن القمة العربية إسقاط فرض واجب؛ لم يكلفوا أنفسهم بالحضور له، ونابهم وزراء وممثلي دبلوماسيات، ووفود نيام لشعوب صيام من العيش الرغيد، والحلم بالوطن الذي يتحدثون عنه.

من المحيط الى الخليج، والتاريخ واللغة والدين والحضارة والمصالح المشتركة، والقضية والمصير الواحد؛ كلها شعارات أكل عليها العرب لحوم بعضهم، وشربوا نخباً على أيقاع أنين الثكالى ومخلفات الإرهاب والقمع، وقبولهم ذل مناداة العالم على العربي بالإرهابي، ولا تخلو بينات إفتتاح وإختتام قممهم من تلك الشعارات؛ فتوفر عليهم عناء التفكير وضيق التدبير؛ حتى صار العربي يكمل جملهم قبل سماع خطابهم، وعارف بالنتيجة قبل أن يراها في الواقع.

القمة العربية لا تُزعل أحداً بخطابتها الوسطية تجاه القادة، ولم تصل الى جوهر المشكلة والقضايا العربية، ولم تدرك لحد الآن حجم الأخطار المحيطة، ولا ذلك الإرهاب الذي ينخر دولهم وينحرف فيه كثير من شبابهم، حتى صاروا بموضع الإتهام بتصدير الإرهاب والفوضى والتطرف، وإعترض العرب على الديموقراطية وقالوا بديلها الفوضى؛ حتى سعوا بأيديهم وأرجلهم لفوضى في دول شقيقة؛ كي لا يشملهم التغير.

إن المال العربي ما يزال يصنع بيانات وقرارات القمم العربية، وكل ما يجري فيها حبر على ورق لا يتجاوز ورشة عمل، وهم ماضون بسياساتهم دون رجعة ومراجعة، وقد أصموا آذانهم عن سماع صراخ الأطفال وعيونهم عن مشاهدة شلالات دماء اقترفتها سياساتهم.

أيّ قمة تلك التي لا يحضرها الرؤوساء، ومن المفترض تسميتها إجتماع لتقليب المواجع وزيادة الهوة، وبترول العرب يلعب دوراً في منع بعض اعضائها.

اليوم أيها العرب تشاهدون بأم أعينكم أعرق عاصمتين يعصف بهما الإرهاب؛ الا وهم بغداد ودمشق، ويمزقمهما التطرف والتعصب والجريمة، وبعضكم يفرحون لأسباب طائفية أو خوف من قدوم الديموقراطية، ولا وجود لقرار ندم عن ما جنيتم بأطفال اليمن الفقراء، الّذين يقتلون تحت البنايات المتهالكة، التي تُلقى عليها آلاف أطنان المتفجرات تفوق قيمتها ملايين المرات، وأنتم تجلبون العمالة الأجنبية وتتركون أشقائكم، وتنفقون ملياراتكم في المنتجعات والليالي الحمراء، ومئات الآلاف من نازحي العراق يموتون جوعاً في العراء، وتبكون على إنتهاكات مفتعلة، وقد تركتم الإرهاب يدنس أرضهم وشرفهم ومعتقداتهم؛ بل تمنعون التزاور بين الشعوب العربية وتسألون عن الهوية والعرق والطائفة، ولا تمنعون السائحات والمغنيات والراقصات والمومسات من الدخول الى أمرائكم، أنكم تجتمعون للقمم وفي بالكم حياكة مؤامرات على بعضكم، وأنها قمة بلا قيمة فلماذا تجتمعون؟!

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك