المقالات

حان وقت الافتخار بالإرث / مرتضى ال مكي

2021 2016-07-25

مرتضى ال مكي
كنت طالباً في أحد المعاهد ببغداد، عشت سنتين وسافرت لها مرات عديدة، في كل مرة اجبر نفسي على إتيان اللهجة البغدادية، من حيث اشعر أو لا، كنت أمرن نفسي دائماً على ترديد كلمات خاصة بالبغداديين أنفسهم، لا أدري ولا أتذكر لماذا؟
آخر سفرة للعاصمة كانت يوم أمس وبصحبة أخي، دخلها من منطقة الزعفرانية وصولا الى الجادرية حيث الجسر ذو الطابقين، هذه المرة أحسست إنها إختلفت عن سابقاتها كثيراً، إنتابني شعور غريب! ماذا لو إرتديت (الشماغ والخاجية الجنوبية)، وبدأت أحاسب نفسي وأنا أسترجع تلك الأيام، التي كنت أخفي فيها ال(جا)! التي يفسرها أحدهم إنها تعني (حبيبي)، في اللغة الآشورية.
قطع سلسلة افكاري سائق التكسي، سائلاً: من أين أنتم؟ أجبته بكل عفوية نحن شروكَ! وأردفت أوه إنك قطعت سلسلة أفكاري، التي كنت احاسب بها نفسي، لم لا أنقل حضارة ال(جا) لأصدقائي في العاصمة، أكملنا طريقنا يتخلله حديث عن تاريخ المعدان وسبب تسميتهم، الذي بدا السائق متعاطف معنا، بعدما اعلمته بأن حضارة الوطن بدأت من تلك الاعواد، حيث القصب والاهوار.
بعدها توجهنا للكاظمية المقدسة، وسائق آخر، الذي ما إن ركبت سيارته أبلغته أننا معدان، الذي لم ترق له فأوضحتها بأننا شروكَ، أحسست بشحوب وجهه، أخذت أشرح له كيف أضيفت أهوارنا للائحة التراث العالمي، وما لهذه الإضافة من أهمية قصوى تعم الوطن.
الرجل بانت عليه معالم الغضب وسأل بتهجم، وما تلك الفائدة التي تتحدث عنها؟! هاجمته واصفا له الفائدة:
سنتمكن من حماية الطيور النادرة وتكاثرها، عندما تتوفر لها بيئة مناسبة.
ستصل لقرانا الشروكَية وسائل التعلم المتطورة التي نفتقر لها.
ستوفر فرص عمل لشبابنا العاطل.
لا تجفيف لأهوارنا بعد اليوم، بل سيرتفع منسوب مياهها.
لا تسمح منظمة اليونسكو لأي نزاعات عسكرية في المنطقة،
سيزداد عدد السواح الأجانب، وستشكل مناطقنا معلما اقتصاديا يضاف للنفط.
وووووو.
أٌوف، أصابني الغرور بعدما حاول صاحبنا تغير الموضوع، قلبت موجتي على حشدنا الشروكَي، وبدأت أوضح له بطولات السيد صالح البخاتي وتضحيات أبو منتظر المحمداوي وصولات أبو زين العابدين الغزي وغيرهم، الذين أستعادوا الأرض التي اغتصبت من قبل الدواعش، وكيف سطروا أروع قصص البطولة والتضحية في سبيل الوطن والدين.
بعدها وصلني اشعار من أخي أن سائقنا من أنفسنا السنة، وقد بانت على محياه علامات الغضب وقد وصلنا منطقة الاعظمية، حينها صرخت عالياً! وإن يكن، ولى زمن تكميم الافواه، وأنا لي الحق في ابراز هويتي الشروكَية، وإظهار معالم المعدان وتضحياتهم، في جو ساده الصمت والشحوب.
خلاصة القول: ها قد وصلنا مبتغانا، وإذا نحن بالقرب من مرقد أبو حنيفة النعمان، لنتسلق جسر الائمة وصولاً لأبي الجوادين، عندها فتحت باب السيارة وقلت بهدوء تام "الحمد لله الذي لم يجعل أبو حنيفة معيدي".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك