المقالات

اوردغان وبداية النهاية..|باسم العجري

1832 2016-07-22

 

باسم العجري

عندما يكون الذبح لغة، لابد أن يستجيب الشعب للحاكم، ولو لفترة من الزمن، حتى وأن جاءت هذه السلطة، عن طريق العملية الديمقراطية، فالانقلاب الفاشل في تركيا، كشف وجه السياسة المتبعة، من قبل اوردغان وحزبه، في معالجة المشاكل الداخلية، وأن كان هناك مؤامرة وانقلاب عسكري، حقيقي ومدبر، أستغله الرئيس التركي، للقضاء على ما تبقى من المؤسسات العسكرية، والقضائية، والتعليمية، والأشخاص الذين يعارضون سياسته،  من جنرالات، وقضاة، وأساتذة، ومدرسين، وغيرهم من المثقفين والمعتدلين، والذين يرفضون التطرف بكل إشكاله.

أن جهاز الأمن الخاص بأوردغان، أرسل صورة واضحة للداخل والخارج، مفادها نحن نقطع الرؤوس، بدون رحمة، كل من يقف بوجهنا، ومن هذا الأمر يتضح أن الخط الداعشي الوهابي، هو نفس الخط الذي يسير عليه الرئيس التركي وحزبه، لكن هل الأمر سيكون سهلا ويمر مر الكرام على الشعب التركي؟ أم الأمر سيكون أكبر من اوردغان وسياسته؟ يبدو أن الأمر كان مبيتا من قبل، لان الإعداد التي أقيلت واعتقلت، كبيرة لا يمكن أن تكون حسب معلومات أستخبارية بين يوم وليلة، أثبتت كل هؤلاء لهم صلة بالانقلاب العسكري.

أن الرئيس التركي يميل إلى سلاح الحراب، ونحر الرؤوس، منذ بدايته السياسية، عندما قال أن المصلين جنودنا، والقباب خوذنا، والمآذن حرابنا، فلهذا الخطاب رؤيا تقول أنه لا يعتمد على مؤسسات الدولة، وإنما له جهاز أمن، ينطلق من ذلك المسجد، ومن تلك الأفكار المتطرفة، التي تغذي الشباب على الدم، والقتل دون تردد، وهذا كان واضحا على جسر البسفور، فأن هذا الجندي تركي من جنسهم وهويتهم، وتم ذبحه بطريقة بشعة، فكيف أذا كان العدو؟ كرديا، أو سوريا، أو عراقيا، الذي يتعامل معهم اوردغان كأنهم أعداء.

هل بدأت نهاية الرئيس التركي؟ وقد يكون يسير نحوها، وأن كان هذا المسير بطيء، لان الشعب التركي أدرك الخطر الحقيقي لحزب العدالة والتنمية، فأسلوب الاستحواذ على مؤسسات الدولة وتكريس عملها لجهة واحدة، هو خلق نموذج دكتاتوري متطرف، وهذا مرفوض من قبل المثقفين، والمعتدلين، والعلمانيين، والسياسيين، من كل الأحزاب، وأن كان هناك انقلاب عسكري، فهو أمر مرفوض من قبل الجميع، لكن يبقى التعامل وفق المؤسسات الحكومية المختصة، وتقديمهم لمحاكم عادلة، وشفافة، وهذا ما يطلبه الجميع من اوردغان، كونه مسلما وحزبه حزب أسلامي.

 

في الختام؛ اوردغان قتل نفسه، عندما سمح  بذبح الجنود بالشوارع، وهذا خير دليل على انه لا فرق بينه، وبين داعش وسياستها المتطرفة.   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك