المقالات

أردوغان سقط وإن لم يسقط !..|رحيم الخالدي

1285 2016-07-22

رحيم الخالدي

النظام الديمقراطي يختلف إختلافاً كلياً عن نظام الحزب الواحد، المهيمن والمتسلط، وبمعنى أخر الديمقراطية تعطي السلطة بيد الشعب، وهو الذي يختار ممثلين عنه يمثله بالبرلمان، ومن خلاله يتم تمرير القرارات وفق التصويت بالإجماع على القرارات، وما على الحكومة إلا التنفيذ وما يجري في تركيا أمر فيه الكثير من الأسرار والخفايا، ولم تتضح الصورة النهائية، لان الإتهامات متضاربة، ويذهب أغلبية المحللين أن هذه العملية تمثيلية عملها أردوغان، للقضاء على خصومه العسكريين، الذين ملوا من قراراته الديكتاتورية، وضرب الديمقراطية في الصميم، بل أنشأ ديكتاتورية تسير بركب داعش، والتزامه المجاميع الإرهابية التي تقاتل في سوريا والعراق خير دليل .

الجيش التركي كان بإمكانه إنهاء الإنقلاب خلال ساعة واحدة، من خلال رصد التحركات لأردوغان، وتعيين مكانه وقتله أو أسرهِ، مع كل الضباط المؤيدين له، والسيطرة على الشارع التركي بسهولة، وتكون بذلك عملية خاطفة، سيما أن كل المؤهلات موجودة، وكان أيضاً من الممكن إستعمال إطلاق النار في قتل أي معارض لهم، لكنهم أبوا أن يستعملوا السلاح ضد شعبهم، وأرادوها سلمية بدرجة عالية، حسب ما تناقلتهُ الأخبار والمعطيات الممكنة، وان كان يشوب بعضها الشك! أو تكون مركبة بهذا الشكل لتعطي أردوغان حق الرد، من خلال الشخوص التي نزلت للشارع بلحى وسكاكين لنحر الجنود، ومنهم من القي بجثمانه من على جسر البسفور !.

التدخل الأمريكي واضح في العملية، والرافض لذلك الإنقلاب، كان بإمكان الجيش التركي الدخول بقتال ضد المعترضين، ويبقي الحال في تمرد يطول أمده، وأن يكسبوا شيئا معنوياً، أو يفرضوا أمراً على الحكومة، وان كان أفراد قوات الجيش اليوم نادمون على تسليم أنفسهم، بعد أن ذاقوا الإهانة والتنكيل، من قبل أشخاص ليسوا في المؤسسة العسكرية، بل هم أشبه برجال مرسي في مصر، الذين نزلوا للشوارع بأنواع الأسلحة، وعملوا كما تعمل المجاميع الإرهابية، اليوم في سوريا والعراق في الشارع، وعلى مسمع ومرأى، قاموا بإهانة القوات العسكرية، وهذا تطابق كبير ومنتج، أن أردوغان لديه عصابات من هذا النوع، وهو الذي يُسَوِقَهُمْ للعراق وسوريا، ويمدهم بالسلاح والعتاد وكل الأمور اللوجستية.

بعد هذه الحادثة التي أخذت صداها في العالم، أن أقوى مؤسسة في الدولة رافضة لتصرفات أردوغان، الذي أوغل بدماء الدول المجاورة، وكان الانقلاب وإن شابته كثير من الشبهات، فهو ارتداد داخلي لتكوين أعداء له من داخل الدولة التركية، ناهيك عن الخارجية، وهو اليوم يعيد حساباته، وهمه الأول هو كيفية القضاء على خصوم الداخل، كما لا ننسى الموقف لدول أوربا، الرافضة لتصرفات رئيس الوزراء التركي، وخطوته في إقصاء كثير من القضاة، والعمداء للكليات والمعلمين والمدرسين، وباقي الاختصاصات الأخرى، لمجرد أنهم معارضين للنهج الذي يسير به، وإدخال الدولة التركية بعداء من الدول المجاورة، وإلقاء نفسه بحضن إسرائيل الراعية الأولى للإرهاب في العالم .

 

من المرجح أن تكون هذه الولاية الأخيرة التي يجلس بها على كرسي رئاسة الوزراء، وسقوطه بات وشيكا، وليس من المعقول انه قد قضى على كل المعارضين له، وخاصة من ليس له وظيفة في الدولة، وليس من المعقول أن لا تطاله المحاكمة مستقبلاً، لأنه أهان أكبر مؤسسة في الدولة، ومن المرجح أن ليس كل العسكريين معارضين له، بل كانوا ينفذون واجبا مناط بهم، وفق أوامر عسكرية، ولهذا معظم الجنود غير متورطين، ولم يطلقوا النار، وسلموا أسلحتهم بسرعة للقوات النازلة لقمع الإنقلاب، ومن الممكن أن الهاربين سيكونون معارضين أكثر، من خلال عرض الأفلام التي تثبت إهانة المؤسسة العسكرية، ومنهم تم ذبحه بطريقة داعش . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك