المقالات

اللصوص والشبق السلطوي..! | قاسم العجرش

2185 2016-07-18

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

لم تكن أزمتنا السياسية وليدة زمن قريب، ولم تحدث على حين غرة، إذ ومن وقت يمتد إلى ما قبل الانتخابات النيابية، التي تشكل بموجبها مشهدنا السياسي الراهن، كانت الصورة تبدو؛ وكأن البلاد تتجه نحو فرز من نوع جديد، من البناء السياسي  يحمل في طياته كل معالم الازمة الحالية.

بُعيد الأنتخابات النيابية الأخيرة وبتخطيط مسبق من المصمم الأمريكي للعملية السياسية، وبتنفيذ حاذق من قبل مفوضية الأنتخابات، التي شرعت القانون الأنتخابي الساري، ونظام توزيع المقاعد النيابية العجيب،  أتضح بجلاء أن البلاد وقعت، في فخ لم يمكننا تجنبه مع الأسف.

نتيجة الأنتخابات سمحت لمن يمتلك 100 صوت أن يكون نائبا، وأستبعدت من كان لديه أكثر من ستة آلاف صوت، من قبة البرلمان، وحيث كوتا النساء؛ التي بوأت نسوة لا يعرفن "الجك من البك"، منزلة لم يكن ليحلمن بها، هذا الواقع الانتخابي؛ طغى على مفاوضات تكليف رئيس الوزراء السيد العبادي، كما أنه كان بوصلة تشكيل الحكومة، التي تحولت منذ لحظة تشكيلها، الى حكومة ولّادة للأزمات!

كان يفترض ومنذ أن تولد هذا الشعور، أن تدفع الازمات بكل القوى السياسية، لمراجعة جوهر مواقفها، ‏سيما أن الواقع المتوتر، الذي يخيم على الساحة السياسية، لا يشي ‏بحلول قريبة للمآزق التي نمر بها، على الصعد النيابية والرئاسية والحكومية.‏

كان الساسة وخصوصا "القادة" منهم؛ يعلمون علم اليقين أنهم أوقعوا البلاد في أزمة، وأن هذه الأزمة ستتطور وتتفاقم، الى أزمات ثم الى فتنة، إذا ما بقيت متفاعلة، ولكنهم أنكفأوا على أنفسهم، ظنا منهم أن الزمن كفيل بحل المشكلات، ولذلك لم يتعاملوا بواقعية مع الأحداث، تلك الواقعية التي تفترض، وبالاستناد إلى قراءة الماضي، ومحددات الحاضر، ومتطلبات المستقبل، الذهاب لإجراء تسوية داخلية شاملة، بهدف السماح بانطلاق البلاد نحو العصر الجديد.

 لكن والى لحظتنا الراهنة، فإن كل ‏فريق ما زال متمسكا بقناعاته، التي يعتقد أن التراجع عنها، يشكل تحولاً في مصيره السياسي، ‏وربما انكفاءا نحو المجهول.

المسألة اضحت بهذا التعقيد الواضح على الأرض، حيث استبدلت هموم السيادة والحرية والاستقرار، بالشبق السلطوي؛ لذلك فان الحل لم يعد قائما في الكواليس السياسية، بل في حماية الديمقراطية الوليدة، من حرب الإلغاء والعودة الى الأستبداد، وهذا ما يدركه كل الساسة تقريبا، ويخشونه لأنه سيفقدهم والى الأبد، مقاماتهم الرفيعة زورا!

كلام قبل السلام: منذ أن نال العراق وثيقة خلاصه من العبودية الصدامية، عام 2003 وحتى اليوم، وكل الساسة يبشروننا بالاصلاحات، وتتشكل حكومة إثر حكومة، ولغاية اليوم تبدلت علينا خمسة أطقم حكومية، وكل منها يبشرنا بأنه سيحاسب عن المرحلة الماضية، ولكن من ذلك الحين وحتى الساعة، لم تجر محاسبة لأي احد، لأنه لا يمكن للص أن يحاسب لص؟!

 

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك