المقالات

جريمة نيس إرهاب فكري سياسي يبحث عن حل |واثق الجابري

1258 2016-07-17

واثق الجابري

    جريمة وحشية في مدينة نيس الفرنسية؛ لا تختلف تماماً عن جرائم التوحش والهمجية، وسجل حافل بالإنتهاكات الإرهابية والفكر المتطرف، ومن الواضح إشارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قرار إعادة إرسال الحاملة الفرنسية ديغول الى الشرق الأوسط؛ للمشاركة في الحرب على داعش في العراق وسوريا؛ تدل الى قناعة بتوجيه الإتهام الى داعش، ولكن هل تكفي اعلانات الحملات العسكرية ايقاف زحف الإرهاب الى الغرب؟! منذ جريمة صحيفة شارلي إيبدو في 7 كانون الثاني 2015، وفرنسا تشعر أنها في حرب مفتوحة مع داعش، والدول الأوربية تترقب أحداث مماثلة. إقتصر الموقف الفرنسي؛ كحال بقية الدول في التحالف ضد الإرهاب في سوريا والعراق؛ بمشاركة عسكرية بسيطة، ولكن أحداث باريس في تشرين الثاني من العام الماضي كانت مفترق طرق لفرنسا، ويحتم عليها الرد بعد سقوط 130 قتيلاً في إعتداءات باريس،، وسعت لتشكيل تحالف لم يلقى ذلك الحماس، ولم تُفكر كغيرها بأن الحل بشقين: عسكري وسياسي، ووفق الإمكانيات العسكرية لتلك الدول، لا يمكن لداعش أن تصمد أكثر من أشهر؛ أما السياسي؛ فبمعرفة الدول الداعمة فكرياً ولوجستياً للإرهاب؛ رغم معرفة فرنسا وأمريكا بتلك الدول وفكرها الوهابي وتفرعاته لإنتاج الإرهاب. كلما طالت فترة وجود الإرهاب في العراق وسوريا؛ فأن داعش يسعى الى تجنيد مزيد من الشباب والمراهقين، ويحصل على مزيد من الأموال والدعم والتفنن في أساليب الترهيب، وهذا ما يدعو العالم لتوقع موجات إرهابية؛ مع وجود تحرك فكري ومادي عن طريق إستغلال الحريات في تلك الدول، وإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي؛ لما في ذلك من التدريب على القتل والتفخيخ، ومشكلة سوريا لا تقتصر برحيل الأسد؛ في ظل وجود فصائل تحاربه معظمها إرهابية كالنصرة وداعش وجيش الاسلام، ولا في العراق التي أيقن شعبها أن حرب داعش ليست للدفاع عن طائفة؛ بل هي إبادة جماعية وشاهد ذلك المناطق التي هجر منها الملايين خوفاً من القتل الجماعي، وثاروا ضده. إن فرنسا وغيرها من الدول؛ دعمت النصرة قبل ظهور داعش بذريعة إسقاط النظام السوري، وربما إعتقدت الدول الغربية؛ أن أفضل وسيلة للتخلص من الإرهاب في دولها؛ بإستقطابه الى دول تُجاورمَنْ يؤيد الإرهاب طائفياً، وتدفع تلك الدول خزائن بترولها لأسواق السلاح، وتأسيس جيوش لردع المدنيين في سوريا واليمن والبحرين، والنظام السوري وراثي حزبي وأن كان دكتاتوري؛ فلم يشهد العالم خلال قوة حكمه أن صدّر الإرهاب، وكما أن مخاوف الدول الوهابية غير واقعية؛ بالتخوف من حكومة شيعة عراقية؛ وكثير منهم كانوا مشردين والى اليوم يعيشون في أوربا ولم يسجل إعتداء إرهابي بحقهم. إعتداء نيس رسالة بشعة وحشية لا يمكن للفرنسيين السكوت عليها، ولا حل إلاّ بالقضاء على الإرهاب في سوريا والعراق، وتجفيف منابعه ومدارس فكره. من المؤكد سعي فرنسا في قادم الأيام الى ضربات موجعة على داعش، وعلى الغرب ان يكون جاداً في علاقاته الدولية وقطع الصلات بالدول الداعمة، التي كانت وما تزال تروج أن الإرهاب في العراق لدعم طائفة، وفي سوريا لإسقاط نظام، وقد إتضحت في سوريا تلك المعارضة المعتدلة بعد تحالفها مع النصرة، وقد يتوقع الغرب ضربات إرهابية لحسابات إعلامية؛ من أجل تخفيف الضغط على عناصره في سوريا والعراق، وتعويض هزائمه، وسوف تكون للدول المؤيدة للإرهاب مواقف؛ لإقناع العالم بالتهاون مع الإرهاب لتخفيف التهديدات، ولا يكفي تنديد السعودية ودول الخليج؛ لتبرءة ساحتهم من دينهم الوهابي المُصدر للإرهاب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك