المقالات

شهداء الكرادة دفعوا ثمن مواقفهم ..!/ قيس المهندس

1857 2016-07-11

في الفترة التي تلت تفجير الكرادة الدامي، تعالت بعض الأصوات النشاز، التي لا تكنّ خيراً للوطن، والتي ملأ قلوبها الحسد والغيرة، على مشهد التلاحم الوطني الذي أبداه العراقيون، أثر تفجير الكرادة الدامي، الذي راح ضحيته ما يزيد عن 300 من الأطفال والنساء والشباب، وأصيب قرابة 200 آخرين!
تلك الأصوات البعثية الهوى كانت مغتاظة من أهل الكرادة، تضمر لهم البغضاء، ولا تأمل لهم الخير ابدا! أصوات تصدح من صدور متخمة بكم هائل من الأنانية، فقد هانت عليهم تلك الدماء الزكية، وأخذوا يجاهرون بهجوهم لأهالي الكرادة!
أقدم تنظيم داعش الإرهابي بتفجير سيارة مفخخة في أكثر أماكن الكرادة زحاماً بالمتبضعين لموائد شهر رمضان، وأحتياجات العيد، وليس الأمر بغريب على ذئاب الفلوات ووحوش الغاب، لكن الغريب في الأمر أن يخوض في دمائك أبناء جلدتك!
من هؤلاء الشامتون من غير الأعداء؟! وما هو سبب شماتتهم؟! حقيقة لم أستطع التعرف على ذلك، الا بعد أن استمعت مصادفة لجانب من خطبة العيد، التي القاها السيد عمار الحكيم واصفاً أهل الكرادة بأنهم أهل التضحية والفداء والعطاء، مشيراً الى تفاعلهم التأريخي مع المرجعية الدينية آبان مرجعية الإمام الحكيم والإمام الشهيد الصدر والإمام الخوئي (قدست أسرارهم) ومع الإمام السيستاني (دام ظله)، وعزى الحكيم سبب التفجيرات التي تعرضت لها الكرادة للمواقف المبدئية المشرفة لأهلها.
عندئذ اتضح لي سر ذلك التفجير، فأهل الكرادة ليسوا كما هو معروف عنهم في الأوساط الشعبية العامة، من كونهم أهل رفاهية ودعة، وليس لهم في الشؤون الدينية والجهادية سوى ما علق بسنارة الصائد! فالعدو يعرف أين يسدد سهامه، ومن أين تؤكل الكتف كما يقال! 
ذلك الحادث الاجرامي كشف ما كان يخفى من تأريخ أهل الكرادة، وعلى أقل تقدير عن الأجيال الحديثة التي لم ترافق أيام نضالهم في عقود القرن المنصرم، واحتضانهم لحركات الممانعة ضد الأنظمة الديكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق، ودعمهم للمرجعيات الدينية، وممثليها الذين حينما كانوا يتوافدون على بغداد، كانت الكرادة مضيفهم المشرع ومحط رحالهم وبلغة مرادهم.
تعاطف جميع أهل العراق، شيعة وسنة وكورد، مؤسسات المجتمع المدني والعشائر ورجال الدين والحوزة العلمية وممثلي المراجع العظام، ووفودهم الى موقع الإنفجار، لهو خير دليل على مكانة الكرادة وأهالي الكرادة، في ضمير ومخيلة العراقيين جميعا.
رحم الله الشهداء وتغمد الجرحى بالشفاء العاجل، ودائرة السوء والخسران المبين على الإرهاب الداعشي ومن حرض ودعم وروج وتشفى وساهم في نزيف الدم العراقي الطاهر، في أي بقعة من بقاع الوطن المقدس.

 

   

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك