المقالات

الاستعدادات لمعركة الموصل.. اختراق تركيبة "داعش" عامل لتعجيل النصر

2874 2016-06-23


اذا تجاوزنا بعض الاخطاء والخروقات، فان معركة الفلوجة كانت من المعارك الناجحة والمتطورة. فوفرت للقوات المسلحة والحشد والعشائر تجربة فريدة، وغيرت الكثير من الموازين الداخلية والخارجية. فكثيرون راهنوا على تفكك الهجوم، واستغراقه وقتاً طويلاً، وخسائر كبيرة في القوات والمدنيين. لذلك نستطيع اليوم الكلام "ما قبل الفلوجة" و"ما بعد الفلوجة".

صحيح ان عملاً كبيراً ما زال ينتظر القوات الامنية والادارات المدنية. فستحتاج القوى الامنية وقتاً ليس قصيراً، او سهلاً لتطهير البؤر والمناطق غير القليلة في الفلوجة والانبار من تواجدات "داعش". كما ان عودة الادارات والسكان والبدء باعمار المنطقة وتوفير مستلزمات العيش الطبيعي فيها ستتطلب جهوداً جبارة سياسية وادارية واعمارية. الاهم في ذلك كله هو ان شؤون المنطقة يجب ان يديرها، ويتولى امنها، من برهن انه يقف فعلاً ضد "داعش"، ويعتبر ذلك اولوية اولياته.. وان لا نعود الى لعبة الولاءات المزدوجة. فمرة مع "داعش"، ومرة ضدها، او نصف الموقف مع "داعش" والنصف الاخر خارجها. والا ستذهب دماء الضحايا والشهداء هباء منثوراً، ولن يمثل النصر في الفلوجة والانبار سوى نشوة مؤقتة، لتعود الاوضاع السابقة من فوضى وعنف وارهاب.

"ما بعد الفلوجة" هو التمهيد الطبيعي لمعركة الموصل.. فكل الشروط تجتمع اليوم للانقضاض على "داعش" وتحرير ارضنا واهلنا هناك.. ولعل من اهم عوامل التفاؤل هي تركيبة "داعش" نفسها، التي ساعدت في الفلوجة، وقد تساعد في الحويجة والقيارة والشرقاط وتلعفر والموصل، وباقي الاراضي العراقية. فلقد انهارت دفاعات "داعش" في الفلوجة اسرع من المتوقع، بسبب الروح المعنوية العالية للمهاجمين، وحسن الاستعدادات الوطنية وفاعلية دعم القوى الصديقة الاقليمية والدولية.. ولكن ايضاً -كما يقول بعض الخبراء العسكريين-لان معظم المدافعين كانوا من بقايا النظام القديم والدواعش العراقيين الجدد، خصوصاً المجندين بعد حزيران 2014. فالعنصر الاجنبي في "داعش" هو الاكثر قتالية وعناداً واستعداداً وقدرة على الصمود.. اما العنصر العراقي فقتاليته اضعف بكثير، ومقاومته اقل عناداً عموماً، وفرص هربه داخل العراق او مع النازحين اكثر من الاجنبي، ومعركته الاساسية سياسية ضد النظام، اكثر منها معركة عقائدية، كما هو الحال بالنسبة للدواعش المغسول دماغهم تماماً. لذلك كثرت اعدامات "داعش" للمتخاذلين والهاربين ومعظمهم من العراقيين، ان لم نقل جميعهم. علماً ان العراقيين باتوا يشكلون القاعدة الاساسية لـ"داعش"..

هذه الحقيقة يجب ان لا تخفي حقيقة مقابلة، وهي ان بعض الدواعش العراقيين، خصوصاً المتنفذين في التنظيم، والذين اوغلوا في جرائمهم او تكرست لديهم العقيدة الداعشية، وتحولوا الى غلاة الغلاة، فلسان حالهم يقول، ان الاجنبي سيجد لنفسه مهرباً في بلدان اخرى، ونحن بين المطرقة والسندان ولا مجال سوى القتال.

هذه الحقائق قد تكون مفاتيح النصر القادمة ان احسنا فهمها واستخدامها. فلقد ضعفت "داعش" كثيراً.. وفقدت الكثير من عناصرها وقدراتها وخطوط مواصلاتها وباتت تتحرك بصعوبة اكبر، وتلقى دعماً سكانياً ولوجستيكياً اقل، داخلياً وخارجياً. فكلما استخدمنا مزيجاً من الحزم لضرب "داعش" بدون تردد، واغواء قاعدة "داعش" على التمرد على قياداتها، اوالاستسلام، كلما قللنا الخسائر في صفوف شعبنا وانتزعنا لواء النصر.
وبدون اغفال بعض السلبيات في صفوفنا، والعقبات التي ما زلنا نعاني منها، خصوصاً تنظيم جبهتنا الخلفية، لكن يمكننا القول ان المعنويات اليوم افضل مما كانت عليه سابقاً، وكذلك الخبرات والقدرات، والتعاون بين القوات المسلحة وجميع القوى والفصائل والجهات التي يهمها فعلاً الانتصار على "داعش".

عادل عبد المهدي
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك