المقالات

قبل أن يسقط السقف..! / قاسم العجرش

2401 08:25:52 2016-06-21

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

أربعون عاما من حكم البعث؛ فعلت فعلها السلبي في الوجدان العراقي،  تلتها ثلاث عشرة سنة عجاف، إنشغل فيها هذا الوجدان، بالخطاب السياسي وبالضخ الإعلامي، فكان أن تنحت صفات الوجدان الحسنة لصالح الصفات القبيحة.

إزداد الأمر سوءا، عندما تدافع المثقفين، مهرولين نحو القوى السياسية بحثا عن مكاسب، وكانت النتيجة مؤلمة من غير أن يلتفت اليها أحد!..

لقد تفشى الجهل بمعرفة الواقع السياسي والثقافي، وأنعدمت البصيرة، حتى في المستويات التي يفترض فيها، أن تكون صانعة للإبداع وللمنجز الثقافي، وبأدواتنا السياسية أغتيلت ثقافتنا، لتحل محلها ثقافة التجريح والخصام والكراهية، ومصداق ذلك آلاف المقالات، التي كتبت بروحية "جماعتنا" و"جماعتهم"، بممارسة قبلية فجة، لإطالة الألسن التي ما فتئت تقتات التجريح الشخصي، وأصبحت هذه الفئات متسلطة على الفضاء الثقافي، ومتسلطة أيضا على فوهات الخطابين السياسي والإعلامي، البائسين أداءا ومخرجات.

لقد هبطت الثقافة في العراق هبوطا مخيفا، وذلك لعدم ترصين جبهتها بوسائل ديمومتها، وشيئا فشيئا؛ وخلال السنوات التي تلت الإطاحة بحكم البعث، برزت مفاهيم جديدة سحقت الوجدان العراقي، وغابت أو غُيبـت  مفاهيم أصيلة، لا تجوز فيها المزايدة والمناقصة، كمفاهيم الوطن والمواطنة، والحق والعدالة، والمساواة في نقطة الشروع، والحريات وكرامة الإنسان.

 كانت النتيجة الكارثية، أن هيمن الرعاع والدهماء، الذين تحركهم مصالحهم وغرائزهم،على مفاصل سياسية وحكومية مهمة، ولأنهم غرائزيون؛ فقد كان من السهل تحويلهم الى أدوات سهلة، لتدمير الدولة من داخلها، فأصبحوا مثل دمى لعبة القراقوز، مربوطين بخيوط يحركهم بها، لاعب خارجي يتم قصته بهم، على النظارة والمشاهدين!

إن الحكم مهمة معقدة جدا، تحتاج الى إستعدادات خاصة، يتعين أن تتوفر لدى من يحاول التصدي لها، إستعدادات من قبيل الإيمان المطلق، بأن الحكم وسيلة وليس غاية بحد ذاتها، وأنه يجب أن يمتلك الدراية التامة، بأسليب الأدارة وكيفية الإمساك بملفاتها المتشعبة، وأن يفكر بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

تلك هي بعض أدوات الحكم الصالح، التي بوجودها لا يمكن لأحد ما، أن يعلن عداءه لدولة مؤسسات، أي دولة تضمن الإستقلالية، والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتضمن الحريات بما فيها حرية التعبير وحقوق الإنسان، بنفس القدر الذي تضمن فيه الحاجات والخدمات الأساسية للمواطن: سكن، صحة، تعليم، أمن، خبز...وقبر أيضا!

كلام قبل السلام: إن جميع الساسة؛ كانوا يعدونا بدولة بهذه المواصفات، لكن من بين هذا الجمع، من يعملون على هدم دولة المؤسسات ونقض قواعدها، وإذا كان هذا هو هدف الذين خاج العملية السياسية، الذين لا يخفون عدائهم للدولة الهدف، فما هو هدف الذين في داخل الدولة، بل والمؤسسة الحاكمة من تدميرها؟! أوَليست إذا سقطت ستسقط على رؤوسهم هم قبل غيرهم؟!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك