المقالات

سنضربهم بيد من حديد

2566 19:30:00 2006-06-13

بقلم: ولاء الصفار

برز في الآونة الأخيرة الكثير من المصطلحات التي يتداولها ساستنا الكرام أمثال( الديمقراطية والديمغرافية والشفافية والقبضة الحديدية وغيرها) وهي تتكرر على أفواه مسؤولينا عند كل لقاء أو تصريح صحفي لهم، وفي مقابل ذلك نجد ان الإرهابيين عندما يسمعون بتلك العبارات تنطلق من أفواه المسؤولين يزدادون عنفا ورعونة، وتتصاعد وتيرة التفجير والقتل والإرهاب..

وقد راودتني حادثة لطيفة وهي إن معاوية لعنه الله بعث ذات يوم لأحد الحدادين البارعين في المدينة وطلب منه ان يصنع له سيفا أشبه بسيف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فما كان لهذا الحداد إلا ان يستجيب لأمر معاوية، وصنع له ذلك السيف فإذا بمعاوية يأمر حاشيته ان يأتوه ببعض الأشخاص ليجرب جودة السيف في رقابهم، ولكنه فوجئ بان سيفه ليس بجودة سيف الإمام علي عليه السلام، فأرسل بطلب ذلك الحداد معاتبا إياه عن سبب رداءة السيف قائلا له: ألم اطلب إليك ان تصنع لي سيفا أشبه بسيف علي بن أبي طالب، فلماذا لم تصنعه؟ فأجابه الحداد قائلا: نعم أنت طلبت مني ان اصنع لك سيفا كسيف علي بن أبي طالب، إلا إنني لا استطيع ان اصنع لك ساعدا كساعد علي بن أبي طالب .

ومن هذه الحادثة استنتجت بان سواعد مسؤولينا أصبحت خاوية وضعيفة لا تقوى على ضرب الإرهابيين بهذه القبضة أو اليد الحديدية التي كثرت المناداة والتلويح بها دون ان يرى لها اثر في الساحة العراقية، التي كثرت خناجرها للقضاء على الحكومة المنتخبة أو عرقلة ما يمكن عرقلته من مخططاتها، وليتها كانت من الأعداء فقط بل لقد أصبحت من العدو والصديق وحتى الأخ الذي يعاني ذات المعاناة من الظلم والاضطهاد، والقتل والتهجير.. ويعود هذا الأمر في رأيي لسببين:

السبب الأول: هو ان بعضا من مسؤولينا كان يحلم بان يرتقي كرسي موظف عادي في أي دائرة من دوائر الدولة، ليتمكن من العيش بنوع من الاستقرار، وتامين مستقبله ومستقبل أطفاله، وإذا بالحظ يحالفه ويبتسم له تلك الابتسامة العريضة، ويرتقي كرسي البرلمان في الدولة العراقية، وحينها حاول جاهدا ان يتمسك به ويعمل على ان لا ينزل عنه مهما كلفه الأمر مما أدى به ان يترك أمور البلد وينشغل بأموره الشخصية محاولا تعويض ما فات من سني عمره، واللحاق بأقرانه الذين كونوا أنفسهم وارتقوا سلالم الغنى والثراء، وأصبح الجري وراء الإرهابيين يعكر مزاجه فضلا عن انه قد يعرض حياته إلى الخطر لذا اخذ عهدا على نفسه ان لا يشغل نفسه بتلك الأمور الخطيرة والمزعجة وبمعنى آخر( لا أدوس على الجن، ولا أقول بسم الله).

أما السبب الثاني: هو ان بعض مسؤولينا يطمح ان يكون من أصحاب الأملاك في المجتمع فاخذ يتعامل مع الإرهابيين بلغة (كم تدفع وأنا أطلق سراحك) فأصبح الإرهابي يتعامل مع تلك التصريحات وفق منطوق (اليد الحديدية تلين أمام دفاتر الدولارات)وربما تكسرها في يوم من الأيام!!.

باعتقادي ان تلك العبارة بات يستخدمها مسؤولونا لغرض تخدير المواطن العراقي وتهدئته وإقناعه بان المسؤولين جادون بعملهم.. لكن أبناء الشعب العراقي أصبحوا اليوم أكثر وعيا وذكاء من مسؤوليهم، وهم قادرون- كما أثبتت الأحداث الكبيرة السابقة- على تغير من يجدونه غير مناسب للمرحلة أو للعمل في ميادين خدمة الشعب على طول الدرب.

أيها السادة المسؤولون الكرام.. كفاكم مجاملة على حساب الدم العراقي.. واحذروا الحليم إذا غضب.. ولقد اعذر من انذر!! بقلم: ولاء الصفار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك