المقالات

داعش: صورة طبق الأصل..! / قاسم العجرش

2149 2016-05-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تستمد الأنظمة الحاكمة للدول القروأوسطية، كمملكة آل سعود، وقطر وباقي مشايخ الخليج، شرعيتها من فتاوي شيوخ الدين الوهابي، مستعيضة بذلك عن أي شكل من أشكال تمثيل المواطنين، لأنها تعتقد أنهم ليسوا كذلك، بل هم رعايا أو أتباع!

عزز هذا الأعتقاد الذي بات عقيدة راسخة، أن شعوب دولهم لم تذق قبل اليوم معنى الديمقراطية بمعناها العصري المتداول، كما أنها لم تجد تطبيقا ولو بالحد الأدنى،  لنظام الشورى وفقا للمفهوم الإسلامي الذي تدعي الإنتماء له، لذلك فإن لفتاوى شيوخ دين الوهابية، صفة التشريع الملزم.

لقد وفرت هذه الفتاوى منظومة تشريعية متكاملة، تستند اليها الأسر الحاكمة في الخليج والجزيرة العربية، ومنحتهم شرعية الحكم ، مع كل ألقاب التبجيل والتعظيم التي يقتضيها الحال.

لقد جعل شيوخ الفكر السلفي الذي تستند الواهبية إليه، الحاكم إماما للمسلمين، طاعته واجبة، والخارج عليه كافرا، ويستندون في ذلك الى "السلف الصالح"، التي تعد الآثار الفقهية التي خلفها واجبة الطاعة، ولها منزلة التشريع، بالقدر الذي عليه منزلة القرآن والسنة النبوية المشرفة !

من النصوص السلفية التي يستند إليها شيوخ الوهابية، في شرعنة أنظمة المشايخ والممالك القروأوسطية، نص لأحمد بن حنبل (ت: 241هـ) في رسالته "أصول السنة": ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين، وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأيِّ وجه كان بالرضا أو بالغلبة؛ فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية!

ونص لابن أبي زيد القيرواني المالكي (ت386هـ) ويُلقب ب"مالك الصغير"قال في رسالته المعروفة "مقدمة ابن أبي زيد القيرواني":والسمع والطاعة لأئمة المسلمين، وكل من ولي من أمر المسلمين عن رضا أو عن غلبة، فاشتدت وطأته من بر أو فاجر، فلا يخرج عليه جار أم عدل، ثم قال -: وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث على ما بيناه، وكله قول الإمام مالك، فمنه منصوص من قوله ومن معلوم من مذهبه..

وغير هذه النصوص عشرات توجب طاعة الحاكم المتغلب بالسيف، حتى لو كان فاجرا!

كلام قبل السلام: داعش وأمثالها نتاج هذا التفكير!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك