المقالات

المرجعية العليا ومواقف الحسم/ أسعد كمال الشبلي

2391 2016-05-20

أسعد كمال الشبلي

تمكنت كثير من أدوات التسقيط وخلط الاوراق من حرف نظرة عدد من المواطنين تجاه المرجعية حين يطول صمتها أحيانا ولا تتخذ موقفا حاسما وصريحا،ناسين أو متناسين أن المرجعية العليا تعمل بواجبها الشرعي الذي يملي عليها متى تتدخل ومتى تصمت.
صحيح أن المرجعية العليا -وأعني هنا مرجعية الامام السيستاني- لا تتدخل في تفاصيل العملية السياسية ولكنها ترشد وتوجه العاملين السياسيين وفق المجال الذي تراه مناسبا للارشاد وكذلك في المواقف المصيرية كان ولايزال للمرجعية العليا كلمة الفصل فكان أول تدخل للسيد السيستاني في العمل السياسي  عقب الاحتلال الأمريكي في عام 2003، فقد ضغط على الولايات المتحدة وحلفاءها من أجل ضمان انتخاب مجلس يتولى صياغة الدستور الجديد للبلاد، وذلك خلافاً لرغبات أمريكا وآخرين، ممن فضلوا عملية الأبواب المغلقة، وتمكن السيد السيستاني وبأدواته الخاصة وبواسطة بعض ممن اعتمد عليهم من السياسيين المطيعين لتوجيهاته، من منع تواجد الحاكم العسكري للعراق وأجبر قوات الاحتلال ومناصريهم على استبدال هذا الخيار بخيار الحاكم المدني المؤقت وهذا ماحصل فعلا وبعدها كتب الدستور العراقي بأياد عراقية وجرت العملية السياسية وفق الاطر الديمقراطية الصحيحة.
وفي عام 2006، تمكن الامام السيستاني من احتواء موجة جديدة من العنف الطائفي في العراق  بعد تفجير القاعدة لضريح الإمام العسكري في مدينة سامراء، وقد لعب دوراً كبيراً في الحد من سفك الدماء عبر دعوته للتوحد والاعتدال،وكان من شأن الأوضاع في العراق أن تشتد سوءاً لولا تدخله وجهوده لإنهاء الصراع.
وفي مرحلة لاحقة، في حزيران  عام 2014، أصدرت المرجعية العليا  فتواها الشهيرة بدعوة جميع الرجال القادرين على حمل السلاح للدفاع عن البلاد” بعدما انهار الجيش العراقي واستولى داعش على الموصل ومدن عراقية أخرى، وتكللت هذه الفتوى بتوافد اﻵلاف المؤلفة من العراقيين على معسكرات التدريب وتشكلت عشرات الفصائل ضمن اطار الحشد الشعبي وحررت أجزاءا كبيرة مما ضاع من أراضي العراق واقتربت الان من حسم المعركة بشكل نهائي.
ان تلك المواقف البطولية وغيرها، هي من حمت النظام السياسي العراقي من الانهيار وأنقذت البلد من الفوضى والفتن الطائفية.
فما الذي يريده البعض أكثر من ذلك ؟!
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك