المقالات

الاستقالة.. نقاش من نوع اخر

1706 16:44:59 2016-05-19

ما زالت تردني تساؤلات من داخل وزارة النفط ومن خارجها عن اسباب الاستقالة، بل طالما اسال في الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي الندوات واللقاءات بما في ذلك مع الاجانب والسفراء عن دوافع الاستقالة، واحببت ان اعيد بالنص افتتاحية كتبتها بالعنوان اعلاه، في 1/6/2011 قبل قبول استقالتي من نائب رئيس الجمهورية انذاك:

["كانت استقالة المسؤول تعني التآمر في ايام صدام حسين. فاما الاقالة والاغتيال، او الهرب وطلب اللجوء.. لا بديل اخر.. فالاستقالة لا وجود لها في اي نظام استبدادي.. اما في النظم الديمقراطية فالاستقالة احدى ادوات السياسي الاساسية والطبيعية.. وللاسف فان البعض –من مسؤولين واعلاميين وجمهور- ما زال يتعامل مع الاستقالة بالفهم الاول.. سواء بسبب الاستمرارية وعدم مراجعة الافكار.. او بسبب التمسك بالمفاهيم الفردية والاستبدادية.
فالاستقالة لا تعني الزعل.. او الخروج من العمل السياسي.. كما لا تعني التآمر او استنكار كل شيء.. الاستقالة لها اهداف متعددة.. فقد تكون للضغط، او بسببه.. او لبناء التقاليد، والتشديد على تداولية المواقع، وعدم التشبث بها.. او للفت الانتباه الى قضايا خطيرة.. او للاحتجاج على اساليب وممارسات.. او لفسح المجال لتصحيح سياسة او فتح تحقيق.. او لاختلاف بين المسؤولين بما يسمح بحرية التصرف.. او للتضامن مع رأي عام او قطاع منه.. او للابتعاد عن سياسات باتت خطيرة او للاحتجاج عليها.. او مقدمة للانتقال الى مرحلة اكثر تقدماً في التنافس السياسي.. او بعض هذا او كله او غيره.

الاستقالة نقاش من نوع اخر.. فهي تعني ان المحاججات وعلاقات المواقع قد وصلت الى طريق مسدود ولابد من نقاش وعلاقات جديدة.. فالاراء متضاربة.. ولم يبرز رأي ثالث مقبول. فالاستقالة تعني تحرير النفس من المسؤولية الجزئية او الكلية، وفسح المجال للاخر بتحملها.. وان التحذيرات والمذكرات الداخلية والخاصة لم تلق الاذان الصاغية.. وان مراكز القرار وقطاعات الشعب غير راضية عن السياسات المتبعة.. وان الاخيرة تنفذ بدون اتفاقات ومشاورات ومشاركات، مما يضع مبدأ التضامن بمستوى يختلف عما كان عليه.

فالاستقالة تعني الاصلاح وتصويب العملية، وجعلها اكثر جدية وشفافية وصدقاً.. فالاستقالة لا تعني التعصب والتخريب والاحراج السلبي.. فالاستقالة ستسهل امر المسؤول المطلوب مغادرته.. اما من يعتد ببقائه، فالاستقالة ستعيد التوازن للفهم والممارسات. انها تغير في قواعد العلاقة، قبلت الاستقالة او رفضت. فان تحقق وبنيت معادلة اكثر فاعلية، فان علاقات جديدة سيتسنى صياغتها. وان قلة الاستقالات في نظامنا.. والفهم غير الدقيق لها بين رجال السياسة والاعلام والرأي العام تبين بان النظام الديمقراطي العراقي ما زال هشاً وفي بداياته."]

عادل عبد المهدي
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك