المقالات

لا ثوارنا ثاروا ولازعماؤنا شعروا

1396 03:13:33 2016-05-15

اهلنا الذين ماتوا من الصبر، ومن جملة ما أورثونا من مفرداتهم التسويفية المخدرة والتي اجبرهم على ابتكارها فقرهم ووعود رؤسائهم وحكامهم التي ما أتت ولم تأت، ويلجؤهم اليها الحاح طلباتنا التي تحصرهم في زوايا محرجة خاصة في مواسم الاعياد وبداية الاعوام الدراسية ودخول صيف قائض وشتاء ماطر، فيهربون متعكزين على: راس الشهر، العيد القادم، كل ايام الله عيد، من ينزل المطر وكلها مسبوقة بـ ان شاء الله فتمر على مدار السنة تتبع بعضها مع مفردات الأزمنة المستقبلية مغلفة طلباتنا بنسيان كثيف لنبدأ من جديد بقائمة طلبات متواضعة ربما يتحقق بعضها احيانا.
ورثناها واضفنا لهامصطلحات معاصرة شفافة:

التخصيصات الجديدة، سلم الرواتب المعدل، الجلسة القادمة للبرلمان والحكومة، عند استتباب الامن، زوال تداعيات الأزمة، الظرف الراهن طبعا هذا النوع من التسويف لا تعبأ به عوائلنا اطفالا.. وخواتينا . (يا استتباب، يا تخصيصات، يا راهن!.)

منذ اثنتي عشرة سنة ونحن نعدهم بان العام القادم سيكون عام الاعوام وافطار الصيام. ومضى الكثير وبقي القليل. (القبر).. اقصد الصبر مفتاح الفجر!. ولسوء الحظ فان الاعوام في ايامنا تمر مسرعة- يقال ان هذا من علامات الساعة!- فما ان يلُوح هلال عيد رمضان جديد حتى يطل علينا عيد اضحى ساخن عتيد.

وما ان يتم الاعلان عن ميزانية عمومية انفجارية- تتحير الوزارات بانفاقها ثم تتبخر بقدرة قادر- حتى نفاجأ بميزانية عام جديد هي الاخرى خرافية قابلة للتبخر، طبعا التبخر يخص المستويات العليا حصريا!. اليس من طبيعة البخار الارتفاع للاعلى؟!. فما الغرابة في الأمر؟!.
قبل عامين كنت شاهرا سيفي بوجه حوار الكيّات والكوسترات ومقاهي العطالة بطالة وجلسات قتل الفراغ الواسع. ويا ويله من يتفوه بكلمة تذمر ينال بها من عملية التغيير او يتطرق الى سوء الاوضاع الوردة او يحاول اجراء مقارنة او تفضيل. وقبل عامين كنت ممتشقا قلمي اصفط الاعذار والتبريرات، وعسى ولعلما.. وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. وما اكثر الصحون والاستكانات التي كسرتها بوجه الاولاد حين يضحكون من تبريراتي واعذاري الواهية عن تلكؤ حلول الازمات وعدم تنفيذ مشاريع الكهرباء والخدمات والترحيل المستمر من سنة الى اخرى.

حتى ايقضتني شماتتهم هذا الاسبوع حين مرت سنون واعوام وانا على نفس المنوال والموال والوعود تتبعها وعود .. ازمات تتبعها ازمات ..خيبات تجر خيبات ..تظاهرات واعتصامات تخاطب الجدران والقبور .. ميزانة خاوية مشاريع معطلة يرفض البعض التصويت عليها..ومشاريع مطروحة للمساومة ..وزارات معطلة .. برلمان معطل مقسوم مجالس محافظات فاسدة و بلا جدوى ومايرضي عبدالله يزعل فتح الله .. ومل البحر زرقته.. ومل جذوعه الشجر .. وقد صرنا كأهل الكهف لاعلم ولاخبر.. لاثوارنا ثبتوا ولا زعماؤنا غاروا ولا شعروا !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك