المقالات

قيمة الوقت في السياسة العراقية..! / قاسم العجرش

2399 08:12:44 2016-05-10

قاسم العجرش

 توصل العقل البشري؛ إلى أن بمقدور الإنسان فردا أو جماعة، اختصار المراحل وحرقها، لكن إلغائها مستحيل.

الصورة العملية لإختصار المراحل، تتمثل في  أختصار الوقت، إذ أن الوقت يمكن أن نضغطه، وما يُنجز بسنة يمكن أنجازه بستة أشهر مثلا، بمزيد من الجهد أو بالتخطيط الحسن، لكن لا يمكن أنجاز عمل بوقت ملغي! والمعادلة الصحيحة هي الوقت يساوي العمل، وما يمكننا التحرك في هامشه، هو فقط في سبيلين، أما تقليل حجم العمل أو تقليل الوقت.

أثبت العلم أن ثمة علاقة وثيقة،  بين الزمن والكتلة والطاقة، هذه العلاقة تعطي للزمن قيمة ثابتة، فهو مكون من قيم محسوسة، هي هي سواء كانت في عصور ما قبل التاريخ، أو في عصر حكومات ما بعد 2003، يتضمن ذلك طبعا زمن حكومة السيد العبادي الحالية.

المشتغلون بالحقل السياسي العراقي، أفرادا وجماعات، قيادات وتنظيمات، بالحكومة أو خارجها، بمجلس النواب أو في رئاسة الجمهورية، تصرفوا بشكل يخالف هذه القاعدة المنطقية، فالوقت عندهم ممطوط، حتى بات يقترب من اللانهاية، فيما العمل المنجز ينكمش وينكمش، حتى بات يقترب من الصفر!

نسب أنجاز الوزارات والمؤسسات للأعمال المناطة بها، نسب كارثية باللسان العربي الفصيح الصريح، وما أنجز في قطاعات الخدمات مثلا، يشكل تراجع شامل، وبعض أعمال الوزارات باتت ذكرى من الذكريات..!

عملية بناء الدولة العراقية تسير ببطء شديد، ومعظم المناصب المهمة تدار بالوكالة، و بعض"الموكلون" الذين يفترض أن يكون توكيلهم مؤقتا، ولفترة محدودة جدا، تمددوا بالمناصب وبالزمن، الى ما يشاؤون، وتحول الشهر لديهم ولدى من أستوكلهم، الى عشر سنوات في حالات عديدة، وبعض من أنيطت بهم مناصب خطيرة ومهمة، تم تعيينهم من قبل الحاكم الأمريكي بريمر ولا يزالون، مثل قيادة الجسم القضائي العراقي!

  مثل هذا الأمر ينطبق على المؤسسة التشريعية، التي يفترض أن تكون قد حسمت عديد من التشريعات المهمة منذ سنوات، كقانون النفط والغاز، أو قانون المحكمة الدستورية، وقانون العفو العام، والمساءلة والعدالة، وتجريم حزب البعث، وقانون الانتخابات البرلمانية المقبلة، وترسيم الحدود الإدارية.

الحقيقة أن واجبات الدولة العراقية، بمؤسساتها التنفيذية والتشريعة والقضائية، والتي حددها الدستور ورسم خارطة تنفيذها، تحولت الى آمال وطموحات، بدلا من أن تكون وقائع على الأرض، وهذا وحده كان كافيا لحدوث الإنفجار الذي حصل في 30/نيسان/ 2016، وهو إنفجار لا يمكن أن توقف تداعياته، حراكات الساسة الذين تسببوا به!

كلام قبل السلام: ثمة تعريف جديدة لمفهوم اللعبة السياسية، وهو أن كل طرف سياسي يقوم بإلقاء اللائمة على الطرف الآخر، ويكيل إليه الاتهام بالتقصير، والإخلال بالقيام بما هو مطلوب منه القيام به، في المؤسسات التي أنيط به أمر أدارة شؤونها..

 سلام..

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك