المقالات

الحل بيد المرجع, فاذهبوا وقبّلوا يديه إن كنتم صادقين!

2064 2016-05-08

دخلت الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منعطفا حرجا, بعد تعطيل السلطة التشريعية وعجز مجلس الوزراء عن عقد إجتماع له في ظل المتغيرات التي طرأت على الكابينة الوزارية. ولا تبدو القوى السياسية مكترثة لما آلت إليه الأوضاع في البلد, الذي يخوض حربا شرسة ضد قوى الإرهاب.

فبعض هذه القوى لاتريد أساسا إنعقاد مجلس النواب ولا مجلس الوزراء, فهي تريد خلط الأوراق وإدخال البلاد في فراغ سياسي يمكنها من قلب المعادلة السياسية لصالحها. وفي طليعة تلك القوى جبهة النواب المعتصمين التي يقودها صهري رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. وهذه الجبهة ناقمة بالأساس علىالمرجعية بعد أن أعطت رأيها في تغيير رئيس الوزراء السابق, جوابا على إستفسار بهذا الشأن وجّهه له حزب المالكي نفسه.

وأما القوى الأخرى ومنها تحالف القوى الكردستانية فهي ترفض إستبدال وزرائها وهي الخطوة التالية حال إنعقاد المجلس, والأمر ينطبق على تحالف القوى العراقية الذي أقيل بعض وزرائه, إلا أن تلك الإقالة تبقى غير مكتملة بلا أداء الوزراء البدلاء لليمين الدستورية أمام المجلس حال إنعقاده.

وأما كتلة الأحرار فهي ترفض أيضا عقد جلسة البرلمان بلا إستكمال للتصويت على باقي الوزراء الجدد وفقا لمبدأ حكومة التكنوقراط, لكنها بعثت رسائل إيجابية مؤخرا تشير إلى انها مستعدة لإبداء مرونة في هذا الشأن. واما الكتلة الوحيدة التي اعربت عن إستعدادها للمشاركة في جلسة البرلمان فهي كتلة المواطن التي قدّم جميع وزرائها إستقالاتهم, ومنهم وزير النفط عادل عبدالمهدي الذي أدار وزارة النفط بكفاءة عالية طوال الفترة الماضية, ويشكل إستبداله اليوم خسارة كبيرة للعراق, بعد أن نجح في زيادة إنتاج النفط وفي تصدير الغاز العراقي المسال ولأول مرة في تاريخ العراق.

ولذا فإن تلك الكتل تريد ضمان إمتيازاتها وقبل المشاركة في أي جلسة للبرلمان, ومع وجود مصالح متضاربة لهذه الكتل, ومع إختلاف رؤيتها حول الحكومة الجديدة, وهل هي حكومة تكنوقراط ام سياسية ام مزيجا بين ذلك, فيبدو إنعقاد الجلسة بعيد المنال, وحتى لوعقدت فلن تثمر عن حلول للأزمة الراهنة.

وتنبع جذور الأزمة من عدة عوامل وأهمها , ان معظم الكتل السياسية لاتريد رؤية حكومة تكنوقراط, لأن ذلك يعني فقدان هيمنتها على السلطة وإنتهاء إمتيازاتها بمرور الزمن, وحتى لو رضيت بحكومة تكنوقراط فإن المعضلة الأساسية هو فيمن يرشح أعضائها. فمنهم من يريد إعطاء رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي حق إنتخاب أعضائها, وهنا يطرح المخالفون إعتراضا وجيها, وهو كيف يمكن الوثوق برئيس وزراء متحزب في ان يختار حكومة من مستقلين!

وأما كتلة الأحرار فقد قدّمت هي الأخرى مقترحا لتشكيل الحكومة وقد تم التصويت على بعض الوزراء الذين رشحتهم, ولكن القوى الاخرى تعترض وهي محقة, ومفاد إعتراضها , لماذا تمتلك كتلة الأحرار ودون غيرها حق ترشيح أعضاء الحكومة وهي كتلة سياسية, حالها كحال كباقي الكتل التي يفوق بعضها كتلة الأحرار في عدد أعضائها في البرلمان.

وهناك من يرى أن الكتل السياسية مجتمعة هي من ترشح أعضاء الحكومة الجديدة من التكنوقراط, ولكن هذا المقترح يعني عودة المحاصصة السياسية ولكن بثوب جديد, ولا شكل في ان هذا الحل تحبذه معظم الكتل, لكنه يشكل إلتفافا على مطالب الجماهير المنادية بالإصلاح وإنهاء المحاصصة السياسية.

وأمام هذا الواقع فإن الطرف الوحيد الذي يحظى بثقة غالبية أبناء الشعب العراقي وقواه السياسية في ان يشكل حكومة متوازنة, هي المرجعية الدينية ممثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني. فالمرجعية هي الجهة الوحيدة التي وقفت على مسافة واحدة طوال السنوات الماضية من جميع المكونات الأساسية في العراق من شيعة وسنة وكرد. 

والمرجعية وبالرغم من إعلانها عن خيبة املها من عدم إستجابة السياسيين لنداءاتها المطالبة بالإصلاح وحتى بحّ صوتها فإنها لن تسمح لأصحاب المصالح وعشّاق السلطة من العبث بالبلاد مستقبلها, وهي على أهبة الإستعداد للنطق بكلمة واحدة تخرس بها ألسنة السياسيين, إذا ماستمروا على هذا المنوال من عدم المبالاة والإنصراف عن خدمة الناس والتركيز على خدمة مصالحهم.

ولذا وقبل ان تتطور الأمور الى الحد الذي تتدخل في المرجعية وتوجّه ضربة قاضية للسياسيين وكما فعلت عندما أصدرت فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تنظيم داعش الإرهابي عند حدّه, فإن على السياسيين التوجّه نحو النجف الأشرف والإعتصام امام منزل المرجع السيستاني وحتى يأذن لهم بالدخول ليقبّلوا يديه ويلتمسوا عنده الحل. وحينها يمكن وصفهم بنعم السلاطين لأنهم وقفوا على باب نعم العلماء إلتماسا لإنقاذ البلاد من أزمتها المستعصية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك