المقالات

تناقضاتنا وتحزبنا ستقتل إصلاحنا

1300 2016-04-20

هنالك حكمة تقول لا يجب التفكير بأقصر الطرق لوضع الحلول ، وانما يجب التفكير بأصحها ، فالطرق التي قد نراها قصيرة ، او التي يقال لنا انها الأقصر ، قد تؤدي بِنَا الى الهاوية ، وحرق المراحل قد يحرق الغايات ، وسنكون بعد ما فعلنا نادمين ! 

الاصلاح غاية سامية ، يندر من لا يطلبها ، ولكن بشرطها وشروطها ، ومن شروطها كما تقول الحكمة العقلية لا يعبد الله من حيث يعصى ، فيجب ان تكون وفق الدستور والقانون والسياقات العامة لا بما يخالف القانون والدستور ، ومن اهم الشروط ايضا ً ، أدوات الاصلاح ، فعندما ارى قادة الاصلاح احدهم قاتل ، والآخر سارق ، والثالث فاسد ، فلن أسير خلفه الى المجزرة ، لأَنِّي سأكون أشبه بقطيع الغنم الذي يقوده الجزار ، فهو لن يذهب لغير المسلخ ، وايضاً سأكون كمن يتحدث عن الستر وهو عار العورة امام الآخرين ! 

اقالة رئيس البرلمان بدون نصاب قانوني ، سيؤسس الى ترسيخ عرف سياسي يقضي بأمكانية تغيير اي منصب ، بدون موافقة الاغلبية ، والاعتماد في ذلك على استخدام القوة ، وهذا يعتبر الرصاصة الاولى في جسد الديمقراطية العراقية الفتية ، وينذر بدكتاتورية من نوع اخر 

الخطوات الخاطئة ، الهادفة للتغيير والإصلاح ، تُجهض الاصلاح ، وتُفقد المجتمع الثقة بأمكانية حدوثه ، كون الغاية الصحيحة تحتاج الى وسائل صحيحة من جنسها ، والا فإننا ميكافيليون من حيث لا نشعر ، وغايتنا تبرر وسيلتنا ، وفي هذا الفرض سيفقد جزء من اسلاميته من يذهب بهذا الاتجاه! 

تدور في ذهني بعض التساؤلات البريئة منها ، الشلع قلع ، والكلهم حرامية ، هل تشمل الجميع ؟ ام انها تخضع للمحاصصة ايضا ً ؟! ، والاعتصامات هل ستكون امام جميع الوزارات ام بعضها فقط ؟ 

الشلع قلع والكلهم حرامية ان كانت مطلقة ، لماذا لم توجه لخادم بغداد والدراجي والزاملي عندما حضروا الاعتصامات ؟ كما تم توجيهها بنفس الشدة والعصبية التي وجهة صوب معين الكاظمي ؟! ، والاعتصامات امام الوزارات ، لم نشاهدهم امام وزارات الموارد المائية ، والبلديات ، والاسكان والإعمار ، وانما اعتصموا امام وزارات قدم وزرائها استقالاتهم !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك