المقالات

نيسان عراقي الدم والطعم واللون والرائحة

1408 2016-04-08

في حسابات الامم ومواقيت الشعوب سجّلتك الامة العراقية الاشورية ابتكارا صاحب الحرف الذي شع ألقهُ مبددا جهالة وتخلف دياجير الكهوف، فاستهل بك العراقيون الاوائل مسار سنتهم الضاربة في عمق التاريخ والتي دخلت الفيتها السابعة. حفروك في رقم واسطوانات التراب العراقي تبركا، رسموك على خدود البردي تباهيا، نقشوك على وجنات قصب الجنوب وشما، علقوك قلائد في جدائل باسقات النخيل زهوا، رصعوا بك تيجان الملكات وصولجانات الملوك.. نسجوك في ظفائر صباياهم الحسناوات ودروع ابطالهم الكماة، ساروا بك وسرت بهم.. ساروا بك الى امبراطوريات حدودها مشارق الارض ومغاربها، ثابتةً الخطوات متحدية الخطوب، بانية امجادا وحضارات. وسرت بهم عشرات القرون خصبا وتألقا قبل ان تبكيهم متراجعين متشتتين ثم لتندبهم ذاكرة حضارية سادت ثم بادت.

وأبيت الاّ ان تعود مشوقا حتى لكأنك فراتي الهوى جنوبي السحنة حنطي الملامح بلون قمح العراق وعطر عنبره الفواح. عدت وكأن عشقك يأبى الاّ ان يكون عراقي الدم والطعم واللون والرائحة. عدت لتصحبهم في رحلة مسار جديد.. استقبالا لفجر غد مشرق، عدت لتشهد انعتاقهم من طغيان جثم عقودا وامتد سنينا، كبل الحريات، كتم الانفاس، كبت الطموح والآراء والافكار، قتل على الشبهة والشك والظن، بدد الثروات الوطنية. ادخل العراق في اتون حروب متواصلة اكلت الابناء ورملت النساء ويتمت الاطفال هدمت العراق وخربت العقول والنفوس ولاثت الطباع افسدت الخير والطيبة والجمال. اعادت العراق الى سني القحط والجهل والمرض وثقافة السلب والنهب والخناجر، عزلته عن مسيرة العالم الحضاري وباعدت بينه وبين تطلعات الشعوب الزاحفة صوب سموات الله اللامتناهية بعد ان ضاقت الارض بانجازاتها وابداعاتها وخوارقها في وقت يتقهقر العراقي باحثا عن اعواد حطب يسجر بها تنوره الطيني ليحصل على رغيف خبز لا تعرف نوعية طحينه، ثم يحفر بئرا ليحصل على ماء شربه، ويسرج فانوسا لظلمة ليل اطفاله.

اذن عدت من جديد لتضع العراقيين في مسار لا يليق الاّ بهم.. وعادوا ليسترجعوا بك حضارة الاجداد العظام في اشور وسومر وبابل.

ومع ما صاحب هذه العودة من تداعيات، ومع ما رافقها من تكالب قوى الشر والظلام فتكا بهذا الشعب الصابر وخرابا بعمرانه، مع فداحة ثمن هذا الانعتاق، مازالوا متفائلين بمواسمك الندية وهاهم يعلّقون "روزنامات" وجهك الباهي الجديد. فهل ستطل عليهم خصبا وجمالا ومحبة وأمنا؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك