المقالات

عقلانية وإعتدال محمد باقر الحكيم.. النموذج الفريد | زيد شحاثة

1759 2016-04-08

زيد شحاثة

من منا لا يذكر ذلك اليوم الأسود, في الأول من رجب؟ عندما أرتكب الإرهاب التكفيري, مذبحة على أعتاب, مرقد الإمام علي أبن أبي طالب, عليه وأله أفضل الصلوات, راح ضحيتها العشرات, يتقدمهم وهدفهم الأول, عدو البعثيين والتكفيريين, السيد محمد باقر الحكيم.

كانت أول جريمة, بهذا الحجم المروع, ودرجة الإجرام والوحشية, وبالحد الأقصى, من التجاوز, على مقدسات أتباع أهل البيت, في العراق.. فهي أستهدفت, أحد رموز وقيادات الشيعة, ممن قل من أختلف حولهم, وفي أطهر وأٌقرب وأقدس الأماكن على قلوبهم, بعد البيت العتيق, ومسجد النبي وقبره الشريفان.

من ينظر, للأمور بعمق, ولا يكتفي بظاهرها, يفهم بكل وضوح, أن المستهدف, ليس فقط شخص السيد الحكيم, بل منهجه المعتدل, ووسطيته التي أتاحت له, أن يكون دوما, محطة تجميع وتوحيد الصفوف, رغم أن الرجل, إسلامي بشكل واضح وصريح, ويحمل منهجا, ورؤيا محددة العالم, وهدفها ثابت, بما يتماشى مع توجهات المرجعية وخطواتها, رغم وجود شركاء, يختلفون معه في الفكر, والتوجه السياسي والديني حتى.

تلك الوسطية, التي يصعب أحيانا كثيرة, فهمها أو تقبلها, من قبل عامة الجمهور, ويرفضها بعض ساسة الأزمات, ممن لا يمكن ان يكون لهم وجود, في الساحة السياسية, إلا إن كانوا يزعقون, أو يسبون ويشتمون, ساعين لخلق أزمة, أو تلاعب بعواطف الناس ومشاعرهم, دينية كانت أو قومية, طائفية كانت, أو غير ذلك.

رغم مرور أكثر من ثلاثة عشر سنة, على تلك الحادثة المشؤومة, إلا أن منهج السيد الحكيم, بالعقلانية والحكمة, المستندة إلى قوة وثبات الموقف, وأرث عائلي, من الجهاد والتضحية, مما  يفتخر به.. كان دوما هو الخيار الأمثل, رغم أن بعض الساسة كانوا يستبعدونه, بهدف كسب عواطف الناس, والتلاعب بمشاعرهم, لأغراض الكسب السياسي.. إلا أنه يصبح خيارهم الحتمي, أذ لابديل عنه, إلا الخراب.

الوضع السياسي المتأزم, الذي نمر به هذه الأيام, يجعلنا نفهم, كم نحن بحاجة لقادة من هذا الطراز الرفيع, ممن يستطيع بعقلانيته وحكمته, أن يطوق الأزمات, ويجمع الخصوم, ويقدم حلولا, تحفظ كرامة الجميع, وتحقق لهم, جزأ من مطاليبهم, ولا ينزلق إلى مستنقع التهريج السياسي, وإنفعال مراهقي السياسة.

بناء مستقبل الأمم ونهوضها, يتطلب قادة من طراز خاص, يمتلكون الرؤيا الواضحة, والمشروع المتكامل, المبني على, أسس صحيحة, وتاريخ ناصع البياض.. وأن خيار الوسطية والإعتدال, هو سنة حسنة دوما, فهل من أذن واعية.. أم سنظل, ننعق مع كل ناعق؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك