المقالات

لقد كان أبو صادق في قومه أمة | مرتضى آل مكي

1846 06:09:40 2016-04-08

مرتضى آل مكي
إسم أرعب طاغوت العراق وزبانيته، تجشم عناء الغربة وفقد الأحبة، ليسترسل في مشروعه، الذي سٌقيْ بدماء الصالحين، إفترش البردي وتغطى بالقصب، وهو يجابه أعتى دكتاتور عرفه الوطن، ضحى بسبعون أخ وإبن عم، ليعم الوطن بالأمن والأمان وهو يستسقي بالدماء الزواكي، استشهاده نزَرَ من المعنى العظيم لإستشهاد جده الحسين (ع)، فكلاهما كان مقتله صعقة تحرك مشاعر الثائرين.
محمد باقر الحكيم، قائدا فذاً لم يتوانى أو يهدأ من أجل تحرير الوطن من الدكتاتورية المتسلطة، أسس حراكه الجهادي الى جانب العمل السياسي، ساعيا لتخليص الشعب من براثن العفالقة، كان جناحاً عسكرياً للمرجعية المباركة آنذاك، يأخذ ورقة تخطيطه العسكرية مختومةً بخاتم المرجع، لينطلق بها فتوى ضد المارقين والناكثين.
حراك لا مثيل له، أجبر الطاغوت بعد آذار (1991)؛ أن يبعث (محمد حمزة الزبيدي وسعدون حمادي)، يتوسلانه عارضان عليه نصف الحكم! مقابل تخليه عن حربه، لكنه أملى شروطه أن يستقيل الطاغية من حكم العراق، في وقت كان حجم العناء يكابد المعارضون العراقيون، في أصقاع الأرض، وهنا يكمن قربه من جده سيد الشهداء برفضه لمغريات الطواغيت، ترى ماذا يقول الفرزدق لو نظر صدام يتودد للحكيم، وهو لا حول ماديا ولا قوة عضليةً، سوى قوة الايمان المستتر.
الأمر الذي جعل العفالقة يجربون سلاحهم الأخير، وهو إغتيال الحكيم الذي كان خصماً لدوداً في كل منازله لسياسة البعث، الذي ساومه على إخوته وأقاربه، فلم يتوانى عن موقفه الرسالي المرصع بالدماء الطهر.
كان حقا في قومه أمه، حيث كان مجاهداً في بداياته، سياسياً في قراءاته المستقبلية، عالماً مجتهداً في علوم الدين، رؤيوياً مستشرقا للحاضر والماضي، عاد الى الوطن حاملا معه راية النصر، وإستراتيجية بناء العراق الجديد، كانت عودته بمعنى إستنفار لجميع الشعب، فارشاً روحه من الحدود العراقية – الإيرانية حتى النجف الاشرف، ليشم من خلالها السيد العائد رحيق الشهادة والاستشهاد، وألم المعاناة في ضل حكم البعثيين، 
سد الطريق أما الطواغيت الجدد! وهو يلوح بخطاباته التي زلزلت الأعداء ورصنت قوعد العراق الجديد، مرة يخاطب المراجع، "أنا أقبل أيادي جميع المراجع" وهو مجتهدا، ومرة يرفض التشظي ويدعو للوحدة، "يجب أن تكون كلمتنا واحدة" كان همه بناء الوطن الذي مزقه الفاسدون.
إعتلى منبر الجمعة بجوار جده أمير المؤمنين، مستلهما منه معالم القيادة والرصانة ووحدة المسلمين، لكن هذه التطلعات لم تَطِبْ لكثير من ساسة الدبابات الأمريكية، حتى راحوا يخططوا لإغتياله! تشظى جسده الطاهر متناثرا فوق قبه جده مبعوثاً الى حيث الخلود الأبدي والجنة الواسعة.
خلاصة القول: نم أبو صادق قرير العين، فما بنيته يعلو يوما بعد يوم في ضل سياستك، التي رصنتها ودرست عليها أبناءك ومحبيك، وهي سياسة الإعتدال والحوار والعقلانية، وها هم أبناءك قادة القوم ويلجأ لمنبرك من يجد الأمور قد ضاقت بوجهه، فما زلت في قومك أمة سيدي. والسلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك