المقالات

لقد كان أبو صادق في قومه أمة | مرتضى آل مكي

2019 2016-04-08

مرتضى آل مكي
إسم أرعب طاغوت العراق وزبانيته، تجشم عناء الغربة وفقد الأحبة، ليسترسل في مشروعه، الذي سٌقيْ بدماء الصالحين، إفترش البردي وتغطى بالقصب، وهو يجابه أعتى دكتاتور عرفه الوطن، ضحى بسبعون أخ وإبن عم، ليعم الوطن بالأمن والأمان وهو يستسقي بالدماء الزواكي، استشهاده نزَرَ من المعنى العظيم لإستشهاد جده الحسين (ع)، فكلاهما كان مقتله صعقة تحرك مشاعر الثائرين.
محمد باقر الحكيم، قائدا فذاً لم يتوانى أو يهدأ من أجل تحرير الوطن من الدكتاتورية المتسلطة، أسس حراكه الجهادي الى جانب العمل السياسي، ساعيا لتخليص الشعب من براثن العفالقة، كان جناحاً عسكرياً للمرجعية المباركة آنذاك، يأخذ ورقة تخطيطه العسكرية مختومةً بخاتم المرجع، لينطلق بها فتوى ضد المارقين والناكثين.
حراك لا مثيل له، أجبر الطاغوت بعد آذار (1991)؛ أن يبعث (محمد حمزة الزبيدي وسعدون حمادي)، يتوسلانه عارضان عليه نصف الحكم! مقابل تخليه عن حربه، لكنه أملى شروطه أن يستقيل الطاغية من حكم العراق، في وقت كان حجم العناء يكابد المعارضون العراقيون، في أصقاع الأرض، وهنا يكمن قربه من جده سيد الشهداء برفضه لمغريات الطواغيت، ترى ماذا يقول الفرزدق لو نظر صدام يتودد للحكيم، وهو لا حول ماديا ولا قوة عضليةً، سوى قوة الايمان المستتر.
الأمر الذي جعل العفالقة يجربون سلاحهم الأخير، وهو إغتيال الحكيم الذي كان خصماً لدوداً في كل منازله لسياسة البعث، الذي ساومه على إخوته وأقاربه، فلم يتوانى عن موقفه الرسالي المرصع بالدماء الطهر.
كان حقا في قومه أمه، حيث كان مجاهداً في بداياته، سياسياً في قراءاته المستقبلية، عالماً مجتهداً في علوم الدين، رؤيوياً مستشرقا للحاضر والماضي، عاد الى الوطن حاملا معه راية النصر، وإستراتيجية بناء العراق الجديد، كانت عودته بمعنى إستنفار لجميع الشعب، فارشاً روحه من الحدود العراقية – الإيرانية حتى النجف الاشرف، ليشم من خلالها السيد العائد رحيق الشهادة والاستشهاد، وألم المعاناة في ضل حكم البعثيين، 
سد الطريق أما الطواغيت الجدد! وهو يلوح بخطاباته التي زلزلت الأعداء ورصنت قوعد العراق الجديد، مرة يخاطب المراجع، "أنا أقبل أيادي جميع المراجع" وهو مجتهدا، ومرة يرفض التشظي ويدعو للوحدة، "يجب أن تكون كلمتنا واحدة" كان همه بناء الوطن الذي مزقه الفاسدون.
إعتلى منبر الجمعة بجوار جده أمير المؤمنين، مستلهما منه معالم القيادة والرصانة ووحدة المسلمين، لكن هذه التطلعات لم تَطِبْ لكثير من ساسة الدبابات الأمريكية، حتى راحوا يخططوا لإغتياله! تشظى جسده الطاهر متناثرا فوق قبه جده مبعوثاً الى حيث الخلود الأبدي والجنة الواسعة.
خلاصة القول: نم أبو صادق قرير العين، فما بنيته يعلو يوما بعد يوم في ضل سياستك، التي رصنتها ودرست عليها أبناءك ومحبيك، وهي سياسة الإعتدال والحوار والعقلانية، وها هم أبناءك قادة القوم ويلجأ لمنبرك من يجد الأمور قد ضاقت بوجهه، فما زلت في قومك أمة سيدي. والسلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك