المقالات

القصب والبردي عندما ينعى شهيد المحراب../ سعد بطاح الزهيري

2323 2016-04-07

سعد بطاح الزهيري

أسكن في أحدى محافظات جنوبنا الأسمر المجاهد،وطريقي كل يوم يجعلني أمر قرب الأهوار،ولكن في هذه الأيام أصبحت اسمع أصواتاً شجية، لم اعتد أن اسمعها إلا في هذه الفترة من كل عام، نعي يجعلني أبحر بين أمواج الحزن المتلاطم في داخلي، أنه صوت القصب والبردي الذي يشتاق بلهفة الى رجلٍ كان لا يفارقهم يومآ، ولكنه استأذنهم لزيارة جده وكان يعلم بان دمائه الطاهره ستمتزج مع دماء جده الزكية، رغم كل هذا كان مصراً على الذهاب شوقاً للشهادة فطوبى لك يا شهيد المحراب. 
العراقيون كانوا ينتظرون اللقاء بعد تضحيات جسام لرجال الجهاد المقدس، التي طافت أرض العراق وسطرت المقابر الجماعية ذنبهم العظيم، يكمن بحب آل محمد فالحزن الطويل مكتوب على قمصانهم الممزقة، وإطلاقات الرصاص وبقايا العظام شواهد حية على جرائم الطاغية، وعليه كانت كلمة المشروع الجهادي مع السيد محمد باقر الحكيم في الجنوب، بعباراته الممزوجة بدعوات الإصلاح والخلاص ،فعندما نسمع خطاباته وبهدوء مطلق من إذاعة الثورة الإسلامية وصوت العراق الثائر، فأن إسماعنا تتجه الى الماضي الكربلائي، الذي جعل منا جيلاً مؤمناً أيماناً مطلقاً بالحرية وسائراً في طريق هيهات منا الذلة.
هكذا تعلمنا من رجال الله الذين هاجروا في سبيله،تعلمنا الشجاعة والصبر والجهاد والتضحية،كان صوته هادرآ يهب مع الرياح الجنوبية بنسمات هادئة،تغني بالحرية والجهاد ضد الظالم، حيث غنى مع صوته العذب لحن الصمود للقصب والبردي عندما كان يحتضن رجال العقيدة الحسينية.
كانت عودته الميمونه إلى أرض الوطن بعد طول الفراق والغربة،ممزوجة بدموع الفرح تارة والحزن تارة أخرى، حيث كان بأستقباله ما يقارب 7 مليون نسمة،من أبناء الشعب العراقي المضطهد،من السجون والمقابر الجماعية والأهات والويلات،بهتافات موحدة للترحيب بالقائد المصلح،نعم هذا هو ابن الحكيم الذي عاش مع الجميع عاد ليضمد جراح العراق.
عاد الأمل وعادت الروح والحنين إلى الاهوار من جديد،حيث كنا نسمع هتافات الترحيب والأشتياق إلى المعشوق،كان للجميع ورسم للطريق قناة للحرية والوحدة ،كان العراق أمانة في رقبتة الزكية، أراد للجميع أن يعيش حياة هانئة سعيدة بوحدة الكلمة.
استقر الحكيم في النجف الاشرف عاصمة جده أمير المؤمنين،ليجعل من حرم الأمير منبر للتوجيه والإرشاد نحو الصلاح،قام الحكيم خاطبآ وامامآ للجمعة،في غرة شهر رجب 29. 8. 2003،وعند الانتهاء من أداء الفريضة رحل الحكيم من محراب الصلاة إلى محراب الشهادة ،لتمتزج دماءه الزكية مع دماء أجداده الأطهار،كانت جريمة العصر آدمت القلوب،وادمعت العيون حزنا والمآ عليك سيدي.
نشتاق إليك في كل حين،ها هو أنين صوتك سيدي حنت وأنت إلية الاهوار،فالأمس كنت فيها اسمآ ورسمآ واليوم لا نرى إلا اسمكم خالدا في سماء العراق،سيدي الحكيم لك منا كل تحية وسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك