المقالات

محمد باقر الحكيم ورحيل قبل الأوان .

2124 2016-04-06

الحرية ثمنها غالي جداً، والتضحية هي القربان الذي ينير الطريق للأجيال، تصل لحد الجود بالنفس، وكما هو معلوم انه غاية الجود، والعراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية، وهو يعطي الدماء التي لا زالت تروي الأرض .

استبشرنا خيراً بإنتهاء حكم البعث بعد عناء طويل، وإن كان الأجل أقرب من ذلك، في تسعينات القرن الماضي بسقوطه، إثر الثورة الشعبانية المباركة، لكن من المعروف كيف تم السيناريو بإرجاع صدام لدكة الحكم، بعد انهياره إثر ضربات المقاومة .

أطل المجاهد شهيد المحراب بعد فراقه مع العراق، ومنذ فترة بداية الثمانينات لغاية إنتهاء الفترة المظلمة، التي شهد العراق أسوأ فترة، لتطأ رجلاه أرض العراق، والإستقبال الكبير ومروره على المحافظات الجنوبية واحدةً تلوَ الأخرى، ويسلم عليهم ويهنيهم بإنتهاء وقت الديكتاتورية، التي رزح تحت ظلها العراق طوال السنين المنصرمة العجاف، وراح ضحية تعنتات صدام الصبيانية خيرة شباب العراق، وخراب طال كل المؤسسات والدوائر، وجعل العراق يرزح تحت طائلة البند السابع! مع مديونية تطول لسنوات كثيرة، ولنبدأ عصر جديد لم نألفه من قبل، وكانت أمنيته أن يطل على العراقيين من مدينة النجف الأشرف، بخطبه بعد فراق أكثر من عقدين من الزمن .

وما أن رأى العالم الإلتفاف حوله، وبيده منهاج بناء دولة مؤسساتية رصينة، وقانون ودستور يجعل العراق يعيش بنعيم، حتى بدأت الصهيونية العالمية ومن يسبح في فلكها، حتى بدات الصهيونية تخطط للتخلص من قائد ايقنت انه سيقض مضاجعهم وكان لها ما أرادت، حيث تم إستهدافه بتفجير هز النجف الأشرف كلها، وكأنه هزة أرضية، وذهب شهيد المحراب الى ربه مسرعاً وهذه الأمنية التي طالما كان يدعوا ربه بها .

أُقبّل أياديكم كات العبارة الأولى التي أطلقها من منبر الحضرة العلوية المطهرة، مع البكاء الذي ضجت به أروقة الصحن المطهر، رداً من الجمهور على تلك الكلمات، فكيف يكون عالما كمحمد باقر الحكيم، ويقبل أيادي الناس البسطاء، وهو المجاهد الوحيد الذي وقف بوجه صدام، وقال هيهات منّا الذلة، بينما كان من على سدة الحكم اليوم يجوب أوربا وغيرها من الدول متنعماً بالملذات !.

بحق كان رحيل شهيد المحراب قبل الأوان،ولم نستثمر أفكاره التي وضعته المستشار الاول للإمام الخميني وسلفه الإمام الخامنئي وباقي العلماء الأفاضل فكيف بنا نحن الناس البسطاء الذين لا نستطيع الوصول لأبسط درجة نالها، في كثير من العلوم التي برع فيها، وها هي ذكراه تتجدد فينا ونستذكر ذلك المجاهد، الذي بذل نفسه في سبيل العراق، وإعلاء كلمة الحق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك