المقالات

توجيه مدروس لرسم مسار مليء بالمطبات والطرق المسدودة

1356 21:47:59 2016-04-06

مامن حركة تغيير -صغيرة او كبيرة- الاّ وتعرضت وفي اولى خطوات مسارها التصحيحي الى اخطاء، تتعدد وتتنوع، تكبر وتصغر تبعا لمراحل وفترات ومحطات ذلك المسار. والشواهد التأريخية اكثر من ان تعد وتحصى. تبدأ سهلة بسيطة وتشتد وتتعاظم ثم تتشعب وتتأزم وتستعصي خاصة في حالة اهمالها وعدم المبادرة الى معالجتها تباعا، وقد تعالج باخطاء مشابهة وربما باخطاء افدح وبدفع خسائر باهضة اقلها الوقت والمال والتنازلات والمواقف عن قصد ومن خلال اصابع مدسوسة او عن غفلة وقلة خبرات او تخبط ووضع الرجل غير المناسب في مركز قرار.

أحد قادة الثورة الصينية الكبار كان يعلن -نهارا جهارا وعلى رؤوس الاشهاد- بعد كل اخفاق او تعثر في مسيرة الثورة: هذا فشلنا الاول، هذا فشلنا الثاني... هذا فشلنا العاشر وهكذا.. وهذا هو شأن الحكماء وهذا ديدن رواد حركات التحرر في العالم بصرف النظر عن نوع تلك الحركات واهوائها وميولها طالما وضعت نصب عينيها وعلى رأس اهدافها مهمة تحرير الانسان... اي انسان. وسيان كان التحرير من عبودية الوثنية والضلالة، او عبودية الجهل والفقر والامية او عبودية الاستعمار والاستغلال، او عبودية التسلط والدكتاتورية والتعسف والظلم. فهل تكرر هذا المشهد على مدار تأريخنا قديمه ومعاصره وعلى كافة الصعد والمستويات وعلى اختلاف القيادات السياسية والاجتماعية والعسكرية النخبوية منها والجماهيرية؟.

الكل ينكرون العصمة بل يتبرؤون منها لفظا ويتمسكون بها تطبيقاً. الجميع يتبجحون باحترام الرأي الاخر رياءا ويحيطون اراءهم بجدار قدسي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. البعض تاخذه العزة بالخطأ فان تفاقم توجه الى اقرب شماعة ليعلقه عليها مشفوعا بقائمة طويلة من التسويغات والمعاذير. والبعض الاخر يستخف بتجارب الاخرين ويأنف ان يتخذها عبرا ودروسا مفضلا اللدغ عدة مرات ومن نفس الجحر متوقعا بل واهما ان الاذى لايطوله وان السم لايؤدي مفعوله في دمائه "النرجسية". ومن هنا منشأ فشلنا وتأخرنا وتخلفنا، وهذا هو مكمن اختلافنا وتناحرنا ومجلب كوارثنا ومصائبنا.

اخطاء حركة التغيير التي تمنينا ودعونا مخلصين ان تكون حركة تحرير خاتمة لمعاتنا ومظلوميتنا واستعبادنا بدأت مع ساعة الصفر لانطلاقها ولازمتها خطوة خطوة مع علمنا بالامكانات المذهلة للعقول التي خططت وقادت ونفذت وتابعت عمليات اسقاط السلطة السابقة فهل هناك شك بأن تلك الاخطاء مقصودة وان ارتكابها حلقة من حلقات الفوضى الخلاقة؟ وهل هناك توجيه مدروس لرسم مسار مليء بالمطبات والمنعطفات الحرجة والطرق المسدودة اُجبرتْ الحركات المشاركة في العملية السياسية على ان تسلكه مغمضة العيون؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك