المقالات

أما آن للعراقيين إستثمار تجارب الشعوب الحية؟!

1393 2016-04-06

لم يكن العراق الدولة الاولى أو الوحيدة في تعرضه للحروب وللاحتلال من قبل قوات أجنبية، ولم تكن المرة الاولى في تأريخه القديم أو المعاصر. الا انها المرة الاولى التي لا تستثمر فيها أحداث بمثل هذه الجسامة في توحيد الصفوف ونسيان الخلافات، وجعل تلك الأحداث سببا واتخاذها سلما لعملية بناء وتطور ونهوض وصحوة وعلى كافة المستويات والأصعدة.

فالكوريون والفيتناميون ومن قبلهم الألمان واليابانيون وغيرهم هزتهم نكبات الحروب وصهرتهم ويلات الاحتلال فصنعوا منها قواعد للنهوض والتحدي والمطاولة حتى فاقوا مراتب محتليهم تطورا وظاهوا مصاف أعدائهم مكانة وتقدما. وها هو العام الرابع عشر يدشن دخوله وعملية التغيير تراوح مكانها بسبب الخلافات التي واكبت عملية سقوط السلطة السابقة وظلت عالقة دون حسم، مع ان الجميع يسعون الى اقامة نظام ديمقراطي تعددي حر.

ان مسؤولية تعثر العملية السياسية تقع على عاتق جميع الأطراف المشاركة فيها والمعارضة لها فالتعنت والتزمت والاصرار على الخلاف لا يجدي ولا يؤدي الا الى مزيد من الإرباك والتعطيل للمشروع الوطني حيث ان طرح بعض التنازلات من هذا الطرف أو ذلك لا يخدش بالوطنية ولا يمس الكرامة طالما كان الهدف الكبير هو انجاح العملية السياسية والتوجه لمرحلة البناء والاعمار وتوحيد الجهود لدحر الهجمة الارهابية الشرسة والمحافظة على ما تحقق من انجازات. فالعراقيون بكل أطيافهم وتوجهاتهم وحركاتهم السياسية لديهم الكثير من الأهداف التي يتفقون عليها مثلما لديهم من الاهداف ما يختلفون عليها لكنهم يقفون جميعا مع مشروع بناء العراق الديمقراطي الموحد.

ان مبدأ التوافق الذي تواضعت عليه الكتل المشاركة يسهم في تسوية وحل الكثير من الاشكاليات وتجاوز العقبات ولذا يتوجب استثمار هذا المبدأ والتعجيل بحل كل المشاكل العالقة أو المعرقلة لعملية البناء والاستقرار. فمن غير المعقول- وبعد مضي ثلاثة عشر عاما على سقوط السلطة السابقة- استمرار دائرة العنف وتعطل المشاريع وغياب سطوة القانون والنظام برغم احتضان العالم للتجربة العراقية وتعامله مع الحكومة الوطنية على انها حكومة حضارية تسهم في استقرار المنطقة وتسعى لتثبيت قواعد نظام تعددي يخدم شعبها ويعزز وحدته الوطنية في اعمار وطنه الذي دمرته الحروب والسياسات الخاطئة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك